إن المتتبع لنهضة المرأة السعودية في السنوات الأربعين الأخيرة.. يرى الطفرة العظيمة التي قفزتها لتصل إلى ما وصلت اليه الآن.من علم وتقدم ونجاح وقد خرجت تكافح في الحياة لتصل إلى مستوى زميلها الرجل وتتمتع بالحقوق والفرص..ويرجع الفضل في ذلك في حاضرنا إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز واحداث النقلة الكبرى.وتعيينها برتبة وزير في وزارة التربية والتعليم مساعدة للوزير لشؤون البنات. لقد خرجت المرأة في بلادنا ناجحة في تعليمها ودراساتها.بهذا عرفت المرأة طعم العلم ومزاياه ولهذا حرص خادم الحرمين الشريفين على تأكيد أهمية المرأة وما يمكن ان تقدمه وتؤديه إلى الوطن من خدمات اذا سلحت بسلاح العلم والفضيلة، ومن هنا بدأت أهمية دورها تملأ أذهان الجميع..فلقد ظهرت دعوة خادم الحرمين إلى هذه الخطوة المباركة وبعد نظره حين أقدم على تعيينها في هذا المنصب. ليعلم العالم أن بلادنا تنهض إلى أعلى مدارك الكمال.. والمنصف للواقع يرى أن المرأة قد أدت خدمات للبلاد لا تقل في هذا الزمن عن خدمات الرجل.لذلك لم يكن هناك بد من أن تحتل مكاناً لائقاً بها إلى جانب الرجل.لأن المدارس فتحت أبوابها للفتيات فنلن تعليماً يشبه تعليم الفتى ثم ما لبثت الجامعات فتحت لها. ورحبت بهن. فرأينا طبيبات يزاولن في جد ونشاط ومثابرة هذه المهنة.وأخذت الكليات واحدة تلو الأخرى يتسع صدرها للفتيات فاذا بنا نرى في ميادين الأعمال المختلفة. كاتبات وصحفيات ومذيعات وكيمائيات ومن نزلن الى المدارس المختلفة ومرشدات اجتماعيات ونشطت المرأة نشاطاً مرموقاً بالاعجاب في ميادين البر والخير وفي مختلف النواحي الاجتماعية. فالشعوب كلما ارتفع مستواها الثقافي والعلمي واتسع افق مداركها قام ابناؤها بالاجتهاد لأنفسهم بالعلم. وليست هذه الأمور بدعة من البدع. فأمامنا التاريخ الاسلامي شاهد صريح على ما تمتعت به المرأة في صدر الاسلام من حقوق ورفعت منزلتها إلى أسمى المراتب. فقد كانت تشترك في الحروب والمجالس الادبية فتسمع بسيدات نابهات وزوجات خلفاء نزلن إلى ميدان السياسة. ولا شك أن تقلد هذه المرأة منصب نائب وزير ستظهر نبوغا وتفوقاً جديرين بالذكر والتدوين.. هذه هي المرأة السعودية تعيش بين تقاليد قديمة آخذة في الزوال. وآراء حديثة ساعدت إلى التقدم. وهناك من ترى البيت مملكتها تأبى مبارحته إلى ميدان العمل والكفاح ،وهناك من تري في مزاولة العمل والتقلب في شتى الوظائف لذة عقلية وارضاء لروحها لا تعدلها جنة البيت وحياة الاستقرار بين جدرانه. وليس بعجيب أن ترى للمرأة أنصارها وخصومها ما بين محبذ ومشجع يدعو إلى منحها تلك الحقوق التي تكافح اليوم في سبيلها وبين مستنكر يراها قد خطت خطوتها الاخيرة. ونسأل الله أن يكتب للمرأة النصر فنراها تتبوأ المكانة اللائقة بها. في طليعة نساء العالم المثقفات. مكة المكرمة