عاصفة ترابية هوجاء تدنى فيها مستوى المسئولية، كما تدنى معها مستوى الرؤية، وغابت فيها ومعها الرؤى الاستباقية، للتعامل مع الحدث، وغيبت فيها الحقيقة، وتبادل معها البعض الاتهامات، بحثنا معها عن الثقة غير الموجودة اصلا بين الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة ومؤسسات الوطن التنفيذية، خصوصا بعدما دخلت العاصفة نفق بيروقراطية الطرح، والتعالي على نوعية المعلومة، وما يستوجب معها من رفع مستوى الحيطة والحذر، والنتائج الفعلية التي حصدناها. لوغريتمات الطقس لم نفهمها، ولم نجد من يساعدنا على فهمها، واستعصت على اهلها فلم يحذرونا، او هم تشاغلوا عنا وعنها، فأدمت قلوبنا بما حدث مع الاطفال قبل غيرهم في ربوع الوطن، أليس حقاً عليهم؟ عاصفة ترابية، اجتاحتنا من الوريد الى الوريد، اوقفت النبض بين قرى ومناطق الوطن، وعطلت الانفاس، وقطعت التواصل بين اطرافه، وربما كشفت لنا بعض الحقيقة فقط، والنتيجة ان الثقة اهتزت، والجهد لم يكتمل، لاننا لم نتعود ان نقف دون الاخطاء، ونضع فرضيات حسن التعامل مع جديدها، ان توقعناه، او اجتاحنا على حين غرة. تقول الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة انها زفت الخبر الى وكالة الانباء الرسمية، والاخيرة لم تتباطأ، بثت الخبر اسوة بغيره من الاخبار الرسمية، وليس من واجبها التحذير، فهو مناط بالرئاسة، اجمل ماجاءت به الرئاسة في تعليقها على الاخفاق، انها اتصلت، " او هي حاولت " الاتصال بنائب وزير التربية والتعليم لتحذيره من مغبة التهاون في التعامل مع العاصفة، ولكن الرجل كان خارج حدود الوطن، واهية اعذار البعض كما نرى، وربما غير مسئولة، نحن لا ننتقص من قدر احد، ولكن نطالب بعدم التكرار، خصوصا وان المتضررين اطفال، وهم امانة، ومرضى الربو، الذي يكلفنا الكثير سنويا، وبعض كبار السن، نريد ان نؤكد على قيمة الفرد المواطن، ونستحث جهات تنفيذية في الرئاسة ان تبحث عن الثقة المفقودة، وتعالج الاسباب، وان تصبح توقعات خبراء الارصاد فيها من التطلعات اليومية للفرد، لانها باختصار مهمة ومفيدة، وليست جزءاً من نشرة الاخبار الرسمية، واظن سمو الرئيس اول من يناصرني في ذلك، خصوصا وان تطلعاته لاعمال الرئاسة مليئة بالآمال والانجازات. ايها المارّون بين الكلمات العابرة .. احملوا اسماءكم وانصرفوا. رحم الله محمود درويش [email protected]