السودان ينهض بقوة مشرئباً إلى أفق التنمية والرفاهية، رغم الأفخاخ المنصوبة، والمتاريس المرصوصة.. ينهض ليقارع المستحيل.. متكئاً على الشمس.. ومستريحاً على النيل.. { إنه ليس شعراً منثوراً.. ولا كلاماً للإستهلاك المحلي.. لكنها الحقيقة التي تمتد بطول «175» كيلو متر تمثل قامة بحيرة سد مروي المهيبة.. بحيرة تغوص إلى «54» متراً، لتحتضن (14) مليار متر مكعب من المياه محطمة كل الأرقام القياسية للتخزين منذ توقيع اتفاقية مياه النيل بين مصر والسودان في العام 1959م.. أي قبل خمسين عاماً.. من الزمان..!! إنه سد مروي.. و (فيك يا مروي شفت كل جديد).. فقد أمضينا يوما برفقة الدكتور عوض الجاز وزير المالية والاقتصاد الوطني في زيارة لموقع السد احتفالاً «بعقد قران» التوربينتين الأولى والثانية لتوليد (250) ميغاواط من الكهرباء تصل يوم الثالث من مارس القادم إلى محطة «المرخيات».. لتنطلق ناراً ونوراً في شرايين الشبكة القومية يوم العاشر من ذات الشهر.. عشر توربينات لانتاج الكهرباء يجري العمل بهمة وكثافة لتجهيزها وزراعتها في جسم السد المعجزة، لتنتج الواحدة حوالي (125) ميغاواط «مئة وخمسة وعشرين» ليكتمل الرقم المستهدف (1250)- ألفاً ومئتين وخمسين ميغاواط بنهاية العام الجاري، بواقع توربينتين كل ثلاثة أشهر. والآن انقطع نصف الطريق بتشغيل وربط التوربينة الأولى مع الثانية، وهي المرحلة الأهم في انتاج الكهرباء، انتهى مشروع سد مروي.. أو كاد.. كما قال لي نائب المهندس المقيم «أحمد عبدالله»، وعلى وحدة السدود أن تستعد لمشروع السد الجديد..!! إنجاز بل إعجاز أخذ بألباب جميع أعضاء الوفد وفيهم رجال من كافة ألوان الطيف السياسي والاجتماعي في السودان، قامات نعتز بها ونفتخر كنا برفقتها امس، مثل وزير المالية الأشهر «إبراهيم منعم منصور» والنائب العام الأسبق مولانا «عمر عبدالعاطي»، ووزير الخارجية الأسبق البروفيسور «حسين سليمان أبو صالح»، والبروفيسور «قاسم بدري» رئيس جامعة الأحفاد للبنات، والفريق «إبراهيم الرشيد»، فارس القوات المسلحة المغوار، والبروفيسور «أحمد علي قنيف» وزير الزراعة الأسبق بالإضافة إلى ممثل البرلمان البروفيسور «الأمين دفع الله» رئيس لجنة الزراعة والثروة الحيوانية بالمجلس الوطني، وكان هناك أيضاً وزير الطاقة والتعدين «الزبير أحمد الحسن» ووزير الدولة برئاسة الجمهورية الابنوسي المحترم «جوزيف لوال» ووالي الشمالية «عادل عوض سلمان»، والأستاذ «كمال حسن علي» مدير مكتب المؤتمر الوطني بجمهورية مصر العربية.. وآخرون أعزاء لا يسع المجال لذكرهم.. كانوا هناك والدهشة عقدت ألسنتهم وعريس الحفل (رجل السدود) الوزير المهندس «أسامة عبدالله» يحتفي بهم، والصرح الكبير يصرخ فيهم: نعم تحقق الحلم.. وصدقت الرؤيا..! «سد مروي» معجزة تستحق ان نفاخر بها ونتحدى ولسان حالنا يقول: نحن قادرون على تحطيم المتاريس.. قادرون على العطاء.. والبقاء.. آخر لحظة السودانية