أخذ ركن الحرف الأردنية في سوق عكاظ الجانب الملفت للشباب السعودي الزائر من خلال مقتنياتهم، بحثاً عن طرق جديدة في الاستثمار، حيث سلط الحرفيون الضوء على الشيء الفريد من الخطوط العربية المختلفة وطريقة كتابتها، في حين اعتبر الحرفيون هذا المجال مصدر الرزق الأساس، بعد الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة لتطوير منتجاتهم. وبين ل «عكاظ» رئيس الرابطة الأردنية للحرف والفنون الشعبية لؤي سعيد بأن مشاركتهم في سوق عكاظ الأولى رسمياً، وقد تم دعوة عشرة حرفيين متميزين في مجال الحرف والصناعات التقليدية المختلفة من قبل رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان، لافتاً إلى أن تطوير الحرفة وجعلها مشروعا استثماريا هي العلامة الفارقة بين الحرفيين السعوديين والأردنيين. وأضاف لؤي سعيد «في مجال الأنشطة والمعارض هي الأولى رسمياً، وقد دعينا قبل ستة أشهر للمشاركة في مؤتمر يخص الحرف والصناعات التقليدية من خلال الهيئة العامة للسياحة والآثار كصفة رئيسية في مجال النهوض وتطوير الحرف والصناعة التقليدية في المملكة»، مشيراً إلى أنه حالياً يجري التنسيق بين الحرفيين الأردنيين والسعوديين لإيجاد وسيلة تشارك، من خلال دعم ورعاية للهيئة العليا للسياحة في المملكة العربية السعودية. وعن وجه التشابه والاختلاف في مهنة الحرف ما بين الحرفيين الأردنيين والسعوديين، ذكر لؤي «غالبية الحرف موجودة في السعودية كانت أم في بلاد الشام بشكل عام، ولكن يتفاوت أسلوب العمل لإنتاج وصقل المنتج الحرفي، وما لفت نظرنا منتجات حرفية سعودية رائعة جداً وحرفيون متمكنون، لكنهم لم يطوروا الحرفة حتى تصبح مشروعا استثماريا يستطيعون أن يتخذوا منه وسيلة للعيش المستقل بعيداً عن أي مصدر آخر للوظائف، ونحن كمشاركين متخصصين متفرغين من الأردن جعلنا وسيلة رزقنا من الحرف وما ننتجه، حتى بعض الأخوات المشاركات معنا تركن وظائفهن الرسمية في الدولة، ولجأن إلى صناعة الحرف؛ لأن المردود المالي منها أعلى من الوظيفة الحكومية». وأشار لؤي إلى أهمية الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة الآن لتطوير الأعمال الحرفية؛ حتى تمكن الحرفيين الاستفادة ومنافسة ما يتم استيراده من شرق آسيا أو جنوب آسيا أو الصين، أو الدول التي سبقتنا في استخدام المعدات التكنولوجية الحديثة، والاستفادة منها في مجال الإنتاج الحرفي عموماً. وعن اقتصار عمل الحرفيين الأردنيين في هذه السوق على التراث الأردني بشكل خاص أم على التراث العربي بشكل عام؛ أوضح لؤي «إن المنتج الأردني له صبغة عربية عموما، إن كان في الأردن أو السعودية أو بلاد الشام، والحرف بشكل عام متشابهة، لكن تتفاوت من حيث عملية صقلها وإنتاجها والأدوات المستخدمة، وما قدمناه الآن يختلف إلى حد ما عن المنتج الحرفي السعودي؛ لأننا نتخذ من المعدات، والأدوات المستخدمة الإنتاجية الحديثة، التي تؤهلنا أن نكون مستثمرين في مجال الحرف والصناعات التقليدية» . وأضاف لؤي «لقد طورنا عملية إنتاج الحرف اليدوية بالمعدات المتوفرة حتى نستطيع المنافسة بما تطلبه السوق، وأيضاً من حيث السعر ومن القطع المنتجة». واستطرد «لفت نظري من خلال مشاركتنا في مهرجان سوق عكاظ سؤال بعض الشباب السعودي عن إمكانية الاستثمار في القطاع، وكيفية استغلال هذه الحرف كمشاريع إنتاجية، وهذا مؤشر ممتاز، من خلال نظرتهم بأنه ممكن أن تصبح مصالح للدخل، ومصالح تحد من الفقر والبطالة، والمشاريع الحرفية إجمالا من أكثر من المشاريع التي تستقطب الأيدي العاملة؛ نظراً لأنها تعتمد على يد العامل واستخدام المعدات». ونوه إلى أن السعودية من أكثر الدول المستقطبة للسياحة وذلك من خلال مواسم الحج والعمرة، والتي تستقبل الملايين سنويا، لامحاً بأنه يريد تكوين مشروع خاص، حيث قال «يعتبر قطاع الحرف والصناعات التقليدية بما يحتويه من هدايا حرفية جميلة من أنسب المنتجات التي يمكن أن تسوق وتكون جاذبة للسياحة، وأريد من خلالها فتح مشروع خاص». وأبدى لؤي تخوفهم في البداية من المشاركة في سوق عكاظ، لكن الواقع أزال هذه التخوفات، وتقبل المواطن السعودي للفن الحرفي وتغير نظرته، وذكر بأن قطاع الحرف والصناعات التقليدية في المملكة سيكون من أنجح القطاعات في دول العالم الثالث وليس على النطاق العربي، لسببين مهمين كون هذا القطاع يحظى بدعم مباشر من الدولة، وهذا يشكل حماية لتطوير القطاع وتنميته، وأيضاً أن المملكة العربية السعودية هنالك جهات أخرى داعمة وكثيرة تقدم التسهيل المباشر للحرفيين السعوديين وتمويل المشاريع الصغيرة لهم».