.. بعد أن انتهى شهر العسل الوطني بين أمريكا والرئيس أوباما نجد أن الأصوات قد بدأت تتعالى ضد قيامه بمحاولة معالجة الأزمة الاقتصادية الحالية في الولاياتالمتحدة فيما وصف بمغامرة مجهولة النتيجة باتخاذه إجراءات للقيام بصرف مبلغ تريليون دولار أمريكي لمساندة القطاعات المتعثرة حيث قام أحد أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي بوصف هذه الخطوة مستاءً حين قال لو صرفنا تريليون دولار بمعدل مليون دولار كل يوم منذ يوم ميلاد المسيح لما نفد المبلغ إلى الآن في محاولة منه للفت انتباه الشعب الأمريكي لحجم المبلغ الذي حدده أوباما ويسانده فيه الديمقراطيون في الكونجرس الأمريكي. نعم قد انتهى شهر العسل عندما يقوم الرئيس الأسبق وزوج وزيرة الخارجية الحالية وحليف أوباما الاستراتيجي الرئيس بيل كلينتون بالهجوم على أسلوب الرئيس أوباما في طرحه الشعبي للوضع الاقتصادي حيث قال إن أوباما سلبي جداً في طرحه لمستقبل الاقتصاد الأمريكي و إنه يجب أن يوفي بوعده بزرع الأمل لا الخوف واليأس في قلوب الأمريكيين .نعم قد انتهى شهر العسل عندما تقوم جريدة النيويورك بوست اليمينية المملوكة لرجل الأعمال المعروف روبيرت ميردوخ بنشر رسم كاريكاتيري يشبه الرئيس أوباما بالقرد الذي يتم اطلاق النار عليه في تصوير عنصري خطير أدى إلى مظاهرات في شوارع نيويورك ومن ثم تراجع الجريدة واعتذارها. نعم انتهى شهر العسل عندما يصور فيلم وثائقي جديد العنصرية في أمريكا والتي قد لا تظهر إلى العلن ولكنها تغلي وتنتشر في احشاء أواسط الولاياتالمتحدة كما يصورها فيلم أمريكا اليمينية تحس بأنها أهينت . إن الخوف من المجهول في أمريكا سواء من الأزمة الاقتصادية ونهايتها أو الرئيس ونيته قد أثار الذعر منذ عدة أيام بعد نشر بعض وسائل اعلام محافظة في أمريكا لاسيما قناة فوكس الاخبارية- والتي يملكها ميردوخ أيضا- نشرها لشائعة أوهمت المستثمرين في بورصة نيويورك من خلالها بأن الرئيس أوباما سيطل على شاشات التلفاز أو من على شرفة ترومان في البيت الأبيض معلنا باسم الأمة.. مادة واحد تؤمم البنوك الأمريكية شركات مساهمة أمريكية وتنتقل للدولة جميع مالها من أموال وحقوق وما عليها من التزامات حيث دخلت مؤشرات البورصة على إثر شائعات التأميم في هبوط اضطراري نحو القاع لولا ظهور متحدث رسمي من البيت الأبيض نافياً لتلك الشائعة لانقاذ ما يمكن إنقاذه. إنه وضع اقتصادي استثنائي في أمريكا بل هو أقرب للجنون في بعض مناطق الولاياتالمتحدة، ففي مدينة ديتروت الشهيرة عاصمة صناعة السيارات في العالم سابقا أصبحت بعض ضواحيها كمدن للأشباح بعد أن غادر قرابة نصف سكان مدينة ديترويت مدينتهم هرباً إلى مدن وقرى أخرى تكون كلفة العيش فيها أكثر قبولاً. يتساءل بعض الأمريكان هذه الأيام ولو في الاعلام أنه ربما لم تكن الولاياتالمتحدةالأمريكية مستعدة لخوض أزمة اقتصادية حادة وتغير اجتماعي أكثر حدة في آن واحد فبعد مرور ثلاثة وأربعين ونصف رئيساً أمريكياً أبيض على الرئاسة هل يستطيع النصف الأسود في الرئيس أوباما أن يبقيه في مكانه. قبل أن ننتهي. لقد أعلنها حامل لواء الحزب الجمهوري الفخري الإعلامي شون هانيتي عندما قالها علناً بأنه يأمل بأن يفشل أوباما حتى وإن دفع الشعب الأمريكي ثمن ذلك الفشل، وهذا يدل على الاصرار من قبل بعض الفئات على عدم إنهاء شهر العسل فحسب، بل جعل ذلك الزواج باطلاً وكأنه لم يكن. لا توجد في الحياة حلول سهلة ولكن توجد حلول بسيطة ،... إلى اللقاء في رأي آخر. الراية القطرية