جدة .. هذه المدينة الساحرة ، لها قدرة عجيبة في نسج علاقة حب مع أهلها وزائريها .. والأعجب أنها لم تفقد القدرة على هذا الوهج الذي يجعلنا نراها دائما بعين المحب . وكما هي ملهمة الشعراء ، هي أيضا عنيدة في طموحها .. وتأبى إلا أن تجدد شبابها وتزيد بهاء ليلها مهما كان صخب نهارها بحراك الحياة وعراكها لأكثر من أربعة ملايين نفس يرزقون تحتضنهم بدفء. لذلك نقول كان الله في عون محافظها الدؤوب صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد بن عبد العزيز وهو عاشقها الساهر على شؤونها وشجونها .. ويقود طموحها بروح الشباب ورؤية المسئول ويعايش تفاصيلها بإرادة وصدق وعزيمة . إن مدينة كبيرة كجدة لا تتوقف مشاريعها التنموية ولا تهدأ فعالياتها في شتى المجالات السياحية والتعليمية والصحية والخيرية . وقد حظيت بنصيبها الذي تستحقه من أهداف استراتيجية التنمية المستدامة التي أعلن انطلاقتها أمير البناء ورائد المشروع الحضاري المستقبلي للمنطقة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بما يليق ومكانة هذه المنطقة العزيزة الزاخرة بالعقول والقدرات والمكتسبات لتواصل دورها في تطور وطن الحضارة ومهد الرسالة ومنطقة الإشعاع . على مدار العام نشهد في جدة فعاليات مهمة شتى في كل مجال يفتتحها الأمير الشاب مشعل بن ماجد .. والحاضر الأول في أهدافها وحصادها هو المواطن : الطلاب .. الشباب .. المتفوقون من الدارسين والخريجين وحفظة كتاب الله الكريم . ومشاريع خير للتنمية الاجتماعية لإنسان هذا الوطن في جدة .. الفقراء قبل الأغنياء .. ومن أجل الأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة .. والأرامل .. والأسر المنتجة .. ومشاريع الشباب وحفلات الزواج الجماعي في صور رائعة للتكافل .. مشاريع للتعليم وللصحة .. معارض ثقافية واقتصادية كبرى تليق بمكانة جدة في حركة الثقافة والتجارة عبر التاريخ القديم والحديث .. ومهرجانات السياحة احتفاء بزوار العروس وإسعادا لأهلها . والأمير مشعل بن ماجد الإنسان والمسئول جناحان متلازمان في شخصيته الكريمة .. حيث لا تغيب الروح الإنسانية بكل معانيها الجميلة عن مسئولياته الرفيعة الجسيمة .. ولا تفتر عنده المسئولية في رؤيته ومسعاه الإنساني .. فما أطيبها من خصال يلمسها الجميع في الأميرين المحبوبين مشعل بن ماجد وعبد العزيز بن ماجد . نعم ما أكرمها من سجايا هي قبس من مدرسة الأمير الجليل سمو الأمير ماجد بن عبد العزيز رحمه الله رحمة واسعة .. فمحبته وسيرته العطرة ملء القلوب لأنه رحمه الله وأسكنه فسيح جناته ، امتلك قلوب الجميع فأحبهم وأحبوه ، وحياته كانت كلها مآثر عظيمة .. وأسبغ عليهم الحب وبذله بسخاء لهم ولم يغلق له باب أمامهم .. وبذل الوقت والمال والمسئولية وأفنى العمر في خدمة دينه ومليكه ووطنه . لذلك ليس بمستغرب على أبناء أمير جليل عرف عنه التواضع ولين الجانب ، والأخلاق الفاضلة وبشاشة المحيا وإحقاق الحق والانتصار للمظلوم والضعيف وحب العلم والعلماء والمتعلمين .. ولطالما امتدت الأيادي البيضاء للأمير ماجد بحنو وإنسانية مملوءة بالخير وأعمال البر التي طالت الصغير والكبير .. مثلما إنجازاته الكبيرة في مرحلة البناء والتطور لمنطقة مكةالمكرمة وشرف خدمة أطهر البقاع وضيوف الرحمن . وهكذا سكنت محبته القلوب التي بكته في مثل هذا الشهر (صفر) من عام 1424ه.. فكان رثاؤه شهادة أمام الله بحب عباده لأميرهم الذي صعدت روحه راضية مرضية بإذنه تعالى ، وترك خير سلف لخير خلف . وهكذا نعايش هذه الخصال في أميرنا الشاب مشعل بن ماجد محافظ جدة مثلما نغبط أبناء المدينة بأميرهم عبد العزيز بن ماجد . وفي مجلسه الأسبوعي يغمر مشعل بن ماجد الحضور بأريحيته ومحياه المفعم بالقبول والبشر والذهن المتقد .. يستمع ويسأل ويناقش ويشد العزيمة من أجل جدة . وبهذه الرؤية من أمير المنطقة ومحافظ جدة ، نحن على موعد مع مستقبل واعد بإذن الله ينتظر من الجميع نفس الروح من العزيمة والإخلاص . * نقطة نظام : للدكتور غازي القصيبي في رثاء الأمير ماجد بن عبد العزيز : كان من عباد الله الذين يمشون في الأرض هونا .. ويقولون لكل من يرونه سلاما .. عشق التواضع .. فعشقه الناس .. وأنف من الكبر .. فكبر في عيون الناس .. كان أميرا بحسبه ونسبه .. وكان أميرا بخلقه ونبله .. كان بيته مفتوحا للجميع .. وكان قلبه مفتوحا للجميع .. وكانت ابتسامته تشع على الجميع .. سلم المسلمون من يده ولسانه .. كانت يده للعطاء .. وحده .. وكان لسانه .. لقول الخير ولا شيء سوى الخير .. وكان في أحواله كلها، راضيا كل الرضا .. تضيء في وجهه القناعة .. ويبرق في ملامحه الإيمان .. [email protected]