ستكون (حاجة غريبة) أو (مباااااالغة) بلغة بنات (الزمن دا) اذا لم تصدر محكمة الجزاء الدولية قرارها القاضي بتوقيف الرئيس البشير بناء على مذكرة اوكامبو. فكل المعطيات تقول على ان الشغلانة (منتهية) لا بل كل المخطط مفروش على بلاطة منذ ارهاصات قائمة الواحد وخمسين قبل ثلاث سنوات الى القرار بتوقيف هارون وكوشيب، وأخيراً رئيس الجمهورية، فالأمر لم يعد فيه مفاجأة، ولكن الذي يحير الناس الآن(وما يتحير الا مغير) لماذا لم يصدر هذا القرار؟ هل كان لأحداث غزة دور في تأخيره؟ هل هناك تدابير مرتبطة بالقرار يجب اتخاذها؟ هل هناك صفقات مع حكومة السودان تحت الطبخ؟ هل لأن الولاياتالمتحدة تريد ادراج تهمة الإبادة الجماعية التي رفضتها القاضيات كما أشيع؟ هل الضغوط الدولية لها أثر في عدم الاصدار؟ هل صعوبة التنفيذ هي السبب في التأخير؟ هل التهديد مع عدم الصدور مقصود لذاته أي الضغط على أعصاب السودان بطريقة (كتلوك ولا جوك جوك) أو (سهر الجداد ولانومو؟) . لننظر للأمر من زاوية ثانية هل التلويح بالقرار مع عدم اعلانه من مصلحة الداعمين للقرار أم من مصلحة السودان؟كما نقول بالدارجية (الشي اكان فات حده بينقلب لضده)، فالتهديد بالقرار قد يكون مرهقاً ومقلقاً للسودان ( حكومة وشعباً مؤيدين ومعارضين)، ولكن عندما يطول أمد التهديد فسوف يتم التطبيع معه ويصبح الاعلان غير منتج لدهشة أو صدمة أو حتى (خضة)، وسيسهم هذا في تقليل مفعول القرار ودون شك ان الواقفين خلف القرار يضعون ثقلاً كبيراً للمكون المحلي - أي - الجبهة الداخلية فأي عملية ضغوط خارجية لن تثمر اذا لم يقابلها دعم من الداخل حتى ولو كان ذلك الدعم دعماً سلبياً، عليه يمكن التكهن بأن يطوى هذا الملف لمدة تكفي صناعة الدهشة أو (الخضة) اللازمة لاعلانه. بعيداً عن الشكلانية ومن ناحية موضوعية بحتة يمكن القول ان اوكامبو ومجموعات الضغط التي تدفعه، وان شئت قل (حكومة العالم الخفية) قد وضعت حكومة العالم العلنية المكونة من المؤسسات الدولية والاقليمية لا بل الدول بما فيها الدولة الامريكية التي تكاد تتلاشى فيها المساحة بين الحكومة الخفية والعلنية في مأزق حقيقي لا لمزجهم العنيف بين القانون والسياسة ولا لتقديمهم دعاوى العدالة على حقائق السلام بل لعدم مراعاتهم للقوانين الدولية، وعدم احترامهم لبقايا نظرية السيادة فمهما قلنا عن تآكل السيادة الا انها ما زالت نابضة بالحياة والقدرة على المقاومة. فتوقيف رئيس دولة على سدة الحكم وتنتظره انتخابات دستورية كفيل بإيقاظ بقايا السيادة، فالمأزق يتمثل في ان عدم صدور القرار سيكون نهاية لهذه المحكمة الوليدة، وصدور القرار مع عدم ضمان التنفيذ أو فشله يعني ذات النهاية وهذه المحكمة بنيت عليها آمال عراض (لاتسألوا ممن وفي ماذا فالعينة غير معنية هنا). غزو امريكا لافغانستان بعد أحداث 11سبتمبر وغزوها للعراق بعد تداعيات غزو العراق للكويت وحصارها الدولي ثم فبركة اسلحة الدمار الشامل، هذه الغزوات جاءت بعد ذرائع جعلت امريكا ترفع عكازتها الطويلة وشعار من ليس معنا فهو ضدنا، فلم تستطع دولة (بت مقنعة) ان تقول (بغم) و(الحقوق في بغم محفوظة للاستاذة الكاتبة المقتدرة صاحبة القلم الدفاق منى ابوزيد) ولكن ( قرارنا) هنا ظهرت له (بغمات) كبيرة دولية واقليمية ومحلية قبل صدوره، فالخوف من استمرار هذه البغمات بعد الصدور لأنه سيفقد الحكومة الخفية اجماعاً صورياً كانت تهش به على كل غنم العالم منذ نهاية الحرب الباردة في1990م(فالطيارة فيها بوري). عن الرأي العام السودانية