تعهد الرئيس السوداني عمر البشير، أمس، إقرار السلام في دارفور خلال العام الجاري، ودفع تعويضات إلى من تضرروا، وتفكيك مخيمات النازحين واعادة اللاجئين من دول الجوار التي فرّوا إليها. وزار البشير أمس مدينة زالنجي في ولاية غرب دارفور في ثالث رحلة إلى الإقليم منذ صدور مذكرة من المحكمة الجنائية الدولية بتوقيفه بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية في 4 آذار (مارس) الماضي. وقال أمام حشد جماهيري إنه سيقود حملة لإعادة النازحين واللاجئين الذين فرّوا من الحرب في دارفور إلى ديارهم واستعادة الأمن والاستقرار إلى الإقليم خلال العام الجاري. وأضاف: «أنا مؤمن بالموت والحساب والآخرة ومستعد للمحاسبة أمام الله، وليس أوكامبو، إذا ارتكبت أي خطأ في حق أبناء دارفور»، في إشارة إلى لويس مورينو أوكامبو مدعي المحكمة الجنائية الدولية. ووعد البشير بإضافة ولايات جديدة إلى ولايات دارفور الثلاث حالياً، وقال مخاطباً المواطنين: «عندما أزوركم العام المقبل سنجدكم ولاية بدل محافظة». إلى ذلك، زار المبعوث الرئاسي الأميركي إلى السودان سكوت غرايشن جنوب البلاد وأجرى محادثات مع رئيس حكومة الإقليم سلفاكير ميارديت ركّزت على القضايا العالقة في اتفاق السلام والاستعداد للانتخابات الرئاسية والبرلمانية وأزمة دارفور وموقف «الحركة الشعبية لتحرير السودان» التي يتزعمها ميارديت تجاه قرار توقيف البشير. واعلن غرايشن في جوبا، عاصمة جنوب البلاد، سعي الإدارة الأميركية إلى إيجاد أجواء ملائمة لتحقيق تحول ديموقراطي حقيقي في السودان، لا سيما في الجنوب، بإجراء انتخابات حرة ونزيهة واستفتاء مواطني الإقليم على تقرير مصيرهم. كما أبدى تفاؤلاً بحل مشاكل السودان وتوقع أن تثمر زيارته للسودان نتائج ايجابية. وانتقل غرايشن لاحقاً أمس إلى منطقة أبيي المتنازع عليها بين شمال البلاد وجنوبها قبل أن يعود إلى الخرطوم اليوم لإجراء محادثات مع قيادات في الحكم. ولا يُستبعد أن يلتقي البشير قبل مغادرته البلاد غداً. من جهة أخرى، قالت الحكومة السودانية أمس إن الجهود لا تزال مستمرة لإطلاق الفرنسية كثير ديفوي والكندية استفياني جوين الموظفتين في منظمة «المساعدة الطبية الدولية» (آمي) الفرنسية اللتين خُطفتا في ولاية جنوب دارفور ليل السبت الماضي. وتبنت مجموعة تسمي نفسها «أحرار افريقيا» عملية الخطف وطلبت فدية قدرها 200 مليون دولار، بحسب موقع إعلامي حكومي في الخرطوم. وقال مسؤول حكومي ل «الحياة» إن اتصالات يجريها زعماء قبليون مع الخاطفين وصلت إلى مرحلة دقيقة، وقال إن الساعات المقبلة ستكون حاسمة. ونفى علمه بتقدم الخاطفين بأي مطالب، وحرص على عدم الإدلاء بمعلومات قال إنها قد تؤدي إلى تهديد جهود اطلاق المرأتين. وكان أربعة مسلحين اقتادوا الرهينتين من مقر اقامتهما في منطقة عد الفرسان في ولاية جنوب دارفور ومعهما اثنان من الحرّاس السودانيين إلى منطقة رقش التي تبعد نحو كيلومترين من منطقة عد الفرسان قبل أن ينضم اليهم ثلاثة مسلحين آخرين. وأطلق الخاطفون الحارسين السودانيين وتركوا لديهما أرقام هواتف تعمل عبر الأقمار الاصطناعية. وجاء ذلك في أعقاب حادث مماثل خُطف فيه أربعة من العاملين في الفرع البلجيكي من منظمة «أطباء بلا حدود» على يد مجموعة مسلحة. وكان الموظفون الأربعة، وهم الطبيب الإيطالي ماورو دي أسكانيو، والممرضة الكندية لورا أرتشر، والمنسق الفرنسي رفائيل مونييه، إضافة إلى الحارس السوداني شريف محمدين، تعرضوا للخطف في 11 آذار (مارس) الماضي تحت تهديد السلاح في منطقة «سرف عمرة» غرب مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور. وتبنت خطفهم جماعة تُطلق على نفسها اسم «نسور البشير» احتجاجاً على قرار المحكمة الجنائية الدولية بتوقيف الرئيس السوداني. لكن الخاطفين أفرجوا عن الأربعة بعد ثلاثة أيام.