كثيراً ما يعجب الناس من استشهادي بشتى الوقائع و المعلومات المتعلقة بالحياة الاجتماعية في مكةالمكرمة. و الحقيقة، إن السنوات التي قضيتها في مكة اختزلت في ذاكرتي الكثير من مظاهر الحياة الاجتماعية. معظم ثقافتي المكاوية تعود إلى ما تعلمته من إخوتي، و هذه أحد مزايا العائلة الكبيرة، ففي لقاءي المكاوي مع أختي خديجة أخبرتني أن "الحاجات الأفريقيات" في شارع "المنصور" بمكةالمكرمة غيرن طريقتهن في التسويق لعام 2009 لتقديم الخدمات المنزلية و استخدمن وسيلة جديدة في عرض خدماتهن، و المناداة بصوت عالي في طرقات مكةالمكرمة " أوباما ما عاد نشيل قمامة" و "الحاجّة" هو اسم يطلق على النساء الأفريقيات اللواتي يقدمن خدماتهن للبيوت قبل عهد العاملات المنزليات من شرق آسيا، و لم يكن لبعضهن (بوصلة تسويقية) تقود مسارهن، و لذا تلعب الصدفة حيناً و الحظ أحياناً دوراً مفصلياً في تسويقهن. و السؤال هو: من أين للحاجات الأفريقيات تلك الثقة بأن الأمور ستسير في صالحهن و أن عمل القمامة تبدل مع وصول الرئيس الأمريكي أوباما إلى البيت الأبيض؟هل وصل الحلم الأمريكي إلى الأفريقيات في شارع "المنصور" بمكةالمكرمة، حيث أنه لا فرق بين أبيض و لا أسود، ذكراً كان أم أنثى؟ هل يؤثر العرق أو اللون في طموح الإنسان؟ هل نضال السود شكلاً و مضموناً و استخدام خطاب مارتن لوثر كنغ أصبح أملاً يتسلل إلى وجدانهن؟. سؤالٌ آخر أطرحه :"لماذا العالم يحب أوباما؟" و هل ستحبه شعوب العالم مثل أبراهام لنكولن، التي ستحتفل الولاياتالمتحدة بمائتي عام على مولده هذا الأسبوع؟ الإجابة نعم هناك تاريخيون تُحفر أسماؤهم في ذاكرتنا طوعاً أو كرهاً، فالمسألة الجماعية تصبح غالباً اجتهاداً أو ميلاً فردياً نحو انتصارات و إصلاحات تقدمية، و من جانب آخر هناك خشية في نفوس العالم من أن "يتكلس" حلم مارتن لوثر كنغ وبعد. لا حديث لنا نحن نساء الوطن هذه الأيام سواء التغيرات الأخيرة، في أول تعديل حكومي موسع في عهده حفظه الله بل تغيرات في سبيل الإصلاح وإشراك المرأة في التنمية. وتعيين الدكتورة نورة بنت عبد الله بن مساعد الفايز نائباً لوزير التربية والتعليم لشؤون البنات بالمرتبة الممتازة وهي خطوة تستحق لزيادة آمال نساء الوطن وأننا على أعتاب مرحلة مهمة للمرأة السعودية، بالأمس تم اختيارها نائبة لوزير التربية والتعليم، وسيأتي يوم نراها تتقلد فيه منصبا وزاريا. فشكراً من الأعماق لصاحب هذه المبادرة وباعثها روحاً وعطاءً خادم الحرمين الشريفين، فقد جاءت لتجسد الحلم النسائي في الوطن.