* ليس المال كل شيء.. ولم يكن خاتمة المطاف في عالم أمطرت عليه المادة سحائب الجود والجمود والهلع.. ولم يبن مجداً لجامعه الا تلك الهالة الكاذبة.. فقد يكون وبالا على صاحبه وحسرة وشتات فكر ومسًّا من الجنون.. فالمال في رأيي - المتواضع - أوهى الحصون.. فلم نجن منه سوى التملق واستثارة العواطف وادعاء الفاقة. * تذكرت ماضياً كنا فيه وكأننا سفينة في بحر لا مرفأ ولا شاطئ له.. اقرانا نلهو دون صبوة او تهاون.. فلم نر الا الحسن سيدا يعلو محيانا بدون هجر.. كالنسور تحلق في الذرى.. لم نفكر قط لدهرنا لأننا دون سن التفكير فما زالت عيوننا مفتوحة.. وشبينا على الطوق.. ورب ماض هو سيف على حاضرنا ووعينا.. ففي دروس الماضي عظة لحاضرنا بين الضلال والرشد خط .. وادركنا ان المجد بالكد والعرق والسهر والسعي.. والمال يذهب ذهاب جامعه. الى هنا صمت محدثي الثري ورمقني بنظرة وكأنه يريد ان يقرأ اثر كلماته علي.. ولكن صعقت مما سمعت.. كيف لا؟.. وهو الذي يملك الكثير.. وهممت بالخروج من مجلسه وانا اردد في نفسي: إن الطوى خير من الشبع.. وما غنمت من المال إلا القليل غير انني في اشتياق الى ريحه وهو على بعد.. وان كنت اشمها من بعد اربعين فرسخاً.. ص.ب 52986 جدة 21573