ما كان قد كان .. علينا ألا نتوقف في محطات اليأس، وعيوننا كلها تساؤلات في جبين الغيب .. هناك غبطة محزنة تكمن في حقيقة اختيارنا لأسلوب حياتنا.. فعندما تموت الآمال لا يستوي المديح والتحسر !! وتتساوى الأفراح والأتراح.. لم تعد فنونك مصدر إلهام .. وسمة ذاتية .. لم يعد كل ذلك شيئا جوهريًّا .. لأنني أفقت على حقيقة تؤرق مضجعي بأن بريقك زائف .. ووسيلتي تأكيد ذاتيتي في وجه تشويشك فوجودي لم يمت، ولم أتأوه ، ولم أتردد .. ولم تتماثل الكلمات أمام الجمود الذي أورقته الشقاق.. فلا تنعي على مسامعي بقايا كلمات، فلم تعد تهزني تلك الكلمات لأنني لم أعد ذاك الخيط المشدود أمام ريحك.. قد رحل من كانوا ينعون الكلمات ويذبحونها على ايقاع القنوط .. لم تعد وجوهنا تتشابه ..ولم تعد اشواقنا تبذر المحتوم .. لأنني وعيت على استذاقة الحديث، وتجاهلت الضنك.. فلم يعي سمعي سطوتك تتدحرج في رهيب الأقدار.. كنت أكتب إليك منتحبا حيث لم أسافر وأحلق في أجوائك؟! فماذا يقال الآن؟ وماذا أقول؟ أأقول إن العقل الإنساني متكافئ مع نزواته .. حتى إنه غير ذلك .. وحسبي أنني إنسان .. ولم أكن أكثر من ذلك.. لم تسيطر على أحلامي؟ الأحلام بيوت عنكبوت واهية .. ولم أكن يوماً أنسج شباكي للآخرين. ولم أكن قط قاتلا للأفكار .. بيد أنني أرتعش وتموت أحرفي وألتاع لقتل الإنسان لأخيه الإنسان .. حيثما وكيفما كان بخيانة، أو نكران جميل مسدًى أو قيل وقال.. وفوق ذاك وذاك ما كان حسامه الكلم.. ص.ب 52986 جدة 21573