من العيب أن نترك للنفس هواها، فبالتوعية السليمة وبما هو نافع، وما هو ضار نستطيع أن نقضي على أمراض اجتماعية.ملازمة لأفراد يفعلون ويظهرون ما لا يبطنون وعمل الخير أيّاً كان في مضمونه هو إصلاح وتقويم، هل فكرت يوما بقيمة أتفه قطعة على هذا التراب؟ هل فكرت بوضعية إذلال المال لك وتسخيره دون أن يسخرك له؟ وهل فكرت بسؤال نفسك، ومحاسبتها لأخطاء قمت بها؟ إذاً، لرجعت للحق ولقيمة النفس، ولمعنى التسامي الخلقي والإنساني. إن تفاقم الخطأ، والانزلاق فيه يتفاوت بمقدار مايرتكبه الفرد في حق غيره، فحب الظهور عند فئة دون أخرى مرض قاتل يسوق صاحبه إلى الغرور والكبرياء، فيجب علينا ألا نتهرب من واقعنا، من أشياء تزعجنا ، إن كانت بسيطة أو كبيرة، إن كانت تؤلمنا ، أو تضحكنا ، وألا نقحم أنفسنا في أشياء نجهلها أو نخوض غمار حلول لا نعرفها، فبقدر ثقافتنا نسعى جاهدين لإظهار معرفتنا بالأشياء وبقدر جهلنا وعدم ادراكنا نتحاشى الخوض في مجالاتها ، فمن العار أن نجهر بمعرفة وكنه جميع الأمور، وقيل قديما في مأثور الحكم، إذا علمت فلا تفكر في كثرة من دونك من الجهال،ولكن انظر إلى من فوقك من العلماء، ومن العلم ألاَّ تتكلم فيما لا تعلم بكلام من يعلم، فحسبك جهلاً من عقلك أن تنطق بما لا تفهم. ص.ب 52986 جدة 21573