شهدت المملكة العربية السعودية نهضة تنموية منذ أكثر من أربعة عقود تقريبا أثرت على حياء المجتمع السعودي وأوجه الحياة فيها، وقد عملت هذه النهضة على تطوير البنية التحتية وتوفير الخدمات واحتياجات المجتمع المتزايدة مع الزيادة السكانية وبما يكفل تحقيق أقصى درجات التقدم والرفاهية وتحسين نوعية الحياة دون إعطاء الاهتمام الكافي لقضايا البيئة. ومنذ أكثر من عقدين من الزمن أدركت الحكومة أهمية حماية البيئة نتيجة لتزايد الضغط على الموارد الطبيعية في تلبية متطلبات التنمية واحتياجات السكان المتنامية مع النمو السكاني المتسارع بمعدلات عالية، إضافة إلى ارتفاع معدلات التلوث في جميع الأوساط ( هواء، ماء، تربه ) المصاحبة للأنشطة التنموية والاجتماعية. وتعمقت هذه القناعة بادراك العلاقة الوثيقة التي تربط البيئة بالتنمية ، وأنه لا يمكن تبادل إحداهما وتحقيق تقدم فيه بمعزل عن الأخرى. وارتقى العمل البيئي في أو عند إصدار النظام العام للبيئة ولائحته التنفيذية عام 1422ه ومع تطور العمل البيئي وضعت المملكة الشأن البيئي ضمن أولوياتها . ويؤكد ذلك تغيير مسمى مصلحة الأرصاد وحماية البيئة بالرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، أما في الجانب الغير الحكومي فقد انعكس الاهتمام بالبيئة بإنشاء جمعيات غير حكومية معنية بالبيئة، كما تزايد اهتمام الباحثين والدارسين والمؤسسات الأكاديمية بالبحوث والدراسات العلمية في الميادين البيئية والتعليم البيئي. ويجب أن يرافق هذا الاهتمام من الدولة أعززها الله الإعداد من قبل المعنيين بالبيئة لبعض الخطط والاستراتيجيات الوطنية لحماية البيئة من التلوث والتدهور للموارد الطبيعية التي حباها الله تعالى لهذه البلاد. الخ. أن هناك بعض الانجازات للإدارة البيئية في المملكة خلال العقد الماضي، ولكن تلك الانجازات يجب أن تتنامى وتتضاعف لمواكبة العالم المتقدم. الخ.أن تقوم تلك الخطط والاستراتيجيات الخاصة بالبيئة على العمل المشترك مع الجهات المعنية بها في المملكة وذلك بالتنسيق والتعاون بين الرئاسة مع وزراء التخطيط وبمشاركة من الجهات الرسمية والغير رسمية والقطاع الخاص لتمديد المشكلات البيئية والتوصل إلى وضع آلية علمية وعملية لحل المشاكل البيئية المتفاقمة مثل : استنزاف وتلوث موارد المياه، تلوث الهواء، تدهور موارد الأرض ومكافحة التصحر، إدارة المخلفات بجميع أنواعها، تدهور التنوع الإحيائي أو الحيوي، بجانب تضمين القضايا البيئية في الخطط التنموية الخمسية وكذلك دمج المكون البيئي في الخطط والبرامج الصناعية... الخ. ويساعد على الضبط البيئي تطوير التشريعات البيئية وتطوير المواصفات والمقاييس بما يكفل بيئة سليمة ونظيفة ويكون ذلك بالاستفادة من الدراسات والأبحاث البيئية وما تنص عليه الاتفاقيات الدولية العديدة ويؤطد ذلك إقامة أنشطة وبرامج مختلفة بالتوعية البيئية للمجتمع يصاحبها تدريب وتأهيل الكوادر الفنية والإدارية للعاملين في مجال البيئة بالرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة بغرض الإشراف على تنفيذ الاشتراطات والمتطلبات البيئية عند تنفيذ المشاريع. ويحكم دقة وعادلة التنفيذ تأسيس قاعدة بيانات أو معلومات بيئية صحيحة تشكل جميع مناطق المملكة من قبل الرئاسة، ولا يأتي ذلك إلا من خلال نشر شبكة محطات وأجهزة رصد بيئية حديثة لجميع الأوساط الطبيعية للوقوف على المشاكل البيئية لتحليلها ومعرفة أسبابها ووضع الحلول الجذرية لها أو على الأقل الحد منها. وقفه :يا خلود البيئة يا خالدة في قلبي: أمل معقود بعد الله جلت قدرته في فارس البيئة بالمملكة تركي بن ناصر بن عبد العزيز, أسأل الله العلي القدير التوفيق والسداد للجميع. [email protected] أستاذ الكيمياء المشارك بجامعه ام القرى بمكة المكرمة رئيس فرع جمعيه البيئة السعودية بمكة المكرمة