رحل أبو فهد معتوق بن عبد الرحمن شلبي، وترك لنا ذكرى عطرة حافلة بالإنجاز والعطاء. رحل بعد أن صال وجال في ساحات الإعلام. قضى معظمها بين الوزارات. وآخرها وزارة الثقافة والإعلام. تدرج في عدة وظائف قيادية حيث شغل منصب وكيل الوزارة المساعد للشؤون الادارية، ثم مستشاراً إداريّاً بالوزارة، ثم مشرفا على الشؤون الادارية بالوزارة بدرجة مستشار عن جدارة واقتدار. يعتبر رحمه الله من أبرز رجال الإعلام المميزين في بلادنا، كان مطبقاً سياسة الباب المفتوح قولاً وعملاً في مكتبه وبيته، حيث كان مكتبه دائما مفتوحاً للجميع كقلبه، لا يميز ولايفرق بين كبير أو صغير، الجميع عنده سواء. كانت ابتسامته رحمه الله عليه دائما، تميزه عن غيره، فهو مبتسم بشوش الوجه يريح من يجلس امامه. كما اتسمت شخصيته رحمة الله عليه بالسماحة والنزاهة والطيبة، ونظافة اليد والسعي الدائم في قضاء حوائج الآخرين من منسوبي الوزارة أو من خارجها بكل طيبة قلب وبكل اريحية. تمتع رحمة الله عليه بدماثة خلقه. له مآثر ادارية في وزارة الثقافة والاعلام حيث كان الجميع يثنون عليه ثناءً لا يقف عند حد، فهو عنوان بارز ومعلم قيادي يشار إليه بالبنان. كما يعتبر الراحل رائداً من رواد الادارة الاعلامية في بلادنا، وأحد الذين ساهموا في وضع الاسس وبناء الصرح الإعلامي لهذه الوزارة "إداريا ومسموعاً ومرئيّاً وهندسيّاً وفكريّاً".كان الداعم لأي فكرة جديدة أو عمل اعلامي مميز خلال الفترات التاريخية التي عاشها. تعلمنا منه الصبر وسعة الصدر في حسن التصرف وادارة الاعمال في الظروف الصعبة. رحل ابو فهد بعن أن سجل تاريخاً حافلاً في العلم الإعلامي امتد إلى أربعين سنة، تعاقب عليه ثلاثة وزراء والتف حوله وتعلم منه العديد من الوكلاء والقيادات الإعلامية والإدارية فكان الإداري الناجح والعطاء المتدفق لخدمة الجميع، فكسب الثقة والحب والتقدير من القيادة العليا وولي الأمر. رحل الأب والأخ والأستاذ والقدوة الذي كان حقّاً مدرسة إدارية وإعلامية متحركة في جميع المجالات، فكان المرشد بحكم خبرته وتجربته .. صديقاً وأخاً عزيزاً علينا فقدناه إلى الأبد.. رحم الله أبا فهد وأسكنه فسيح جناته. كان متابعاً لجميع من عمل معه حريصاً على التواصل معهم .. يخجلك باتصالاته الدائمة وبتواضعه .. تعلمت منه الكثير في تدبير الأمور ومواجهة الصعاب. نعم الرجل معتوق، ونعم المسؤول ، رجل أحب الإعلام والثقافة وأخلص لهما حتى بعد مرضه أبي رحمه الله عليه إلا أن يقيم منتدى إعلاميّاً ثقافيّاً في منزله كل يوم جمعة يلتقي فيه الادباء والاعلاميون والمفكرون للتواصل الادبي والفكري. وقد طرحنا قبل فترة وجيزة موضوع تكريم احد رواد الإعلام في مملكتنا الحبيبة، الأستاذ طلعت وفاء رحمة الله عليه ، وها نحن اليوم نفقد رمزاً من رموز الإعلام، معتوق شلبي، حيث ننادي مرة أخرى أن تبادر وزارة الثقافة والإعلام بتكريم هذا الرجل المخلص الذي قدم لمسيرتنا الإعلامية على مدى 40 عاماً جهداً وعطاءً متميزاً يشار إليه بالبنان. رحم الله أبا فهد وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله وأولاده وأحفاده وأصدقاءه الصبر والسلوان " إنا لله وإنا إليه راجعون".