تلعب الأسرة خاصة الأب والأم دوراً كبيراً في العملية التربوية لتنشئة الطفل حيث ان هذا الدور له تأثير في تكوينه النفسي والاجتماعي وبناء شخصيته.. وكثيراً ما يتسبب الاباء في إفساد شخصية ابنائهم دون ان يشعروا من خلال تصرفات يعتقدون انها صائبة وهي في الواقع سيئة النتائج في المستقبل ولها مردودها النفسي والتربوي للطفل. فمثلا التدليل الزائد عن الحد والحب الجارف خاصة للمولود الاول والاستجابة لرغبات الطفل دون اي تفكير والخوف عليهم بصورة زائدة.. اضافة الى الحرص عليه من الاختلاط مع أقرانه خوفاً عليه من أية تحولات فكرية أو نفسية أو خوفاً عليه من الحسد ينتج عنه طفل له شخصية قلقة خائفة لا تستطيع الاعتماد على نفسها وغير قادرة على تحمل المسؤولية.. وعلى العكس إذا كان الطفل يفقد أعصاب والديه فيلجأن إلى القسوة والضرب وأساليب العقاب الأخرى كالحرمان من الألعاب فهذه أبرز مظاهر التربية والتنشئة السلبية التي تجعل منه طفلاً عدوانياً منعزلاً وتصبح الانطوائية والأفعال المشينة المفاجئة السيئة هي محور سلوكياته. وهنا يتأثر الأبناء بأساليب التنشئة الخاطئة التي ذكرتها سلفاً وينتج عنها شاب إما منحرف أو فاشل دراسياً وهو ما قد يسقطه المجتمع من حساباته إذا ما وجد أقرانه ناجحين في حياتهم.. مما قد يدخلهم في الإدمان ورفقة السوء.. ولكن إذا ما ركزنا في تربية أبنائنا على أن العقاب قدر الخطأ وكذلك الثواب دون قسوة أو تدليل.. فالتربية السليمة تعتمد على الحزم مع الحنان وعلينا أن نعلم أطفالنا منذ الصغر معنى الحب وعدم الأنانية واطلاق شخصيته تعبر عن نفسها أمام الآخرين ولا نميز أو نفرق في تعاملاتنا مع الأبناء لأن أكبر ناقوس للخطر في تنشئة أبنائنا. [email protected]