* لم أتعود أن أكتب عما يُهدى إليّ أو أقتنيه من الكتب والدوريات ، لئلا أقع في طائلة المجاملات، فامتدح شيئاً لا يستحق أن يذكر، أو ألفت النظر إلى شيء لا نفع منه. * ولكن طبيعة عملي عميداً لشؤون المكتبات بجامعة الطائف تحملني على أن أخالف هذه العادة، فأنا معنيّ بتزويد مكتبات الجامعة بمختلف أنواع الكتب والدوريات، في جميع ضروب التخصصات، وبخاصة الجديدة منها. فلا عليّ إذا جئت اليوم وعرضت لدورية شدّت انتباهي شكلاً ومضموناً، وأعطيتها حقها من التعريف والإشادة، فهي تسير على عدالة سوية، وثبات في القوة والتميز والكمال. * إنها "مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة" التي ما زالت تضرب بالسهم الأوفر والحظ الأكبر من الجهود العلمية الرصينة النافعة لخدمة العلم وأهله وطلابه، وما زالت مثلاً في الدقة والضبط والسلامة من الأخطاء، مع توفرها على جمال الإخراج، وأناقة الشكل في غير مبالغة ولا بذخ. * وتحت يدي الآن الأعداد الأربعة الأخيرة التي صدرت حديثاً، وهي 144، 145، 146، 147 الممثلة لكامل الأعداد للعام الجامعي الحالي، فهي مجلة دورية، تصدر كل ثلاثة أشهر، وتشتمل على بحوث علمية محكمة تقدم بها أصحابها للمجلة.غالباً. للترقية بها إلى درجة أستاذ مشارك أو درجة الأستاذية في التخصصات العلمية النظرية المختلفة. * ومن أبرز موضوعات الأبحاث التي تضمنتها الأعداد الأربعة: أثر الاستشراق في الحملة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، والتاريخ بالكسور في الكتاب العربي المخطوط، وأثر العواطف في المواقف، والوازع الديني وأثره في الحد من الجريمة، ومسائل علم المعاني المنقولة عن الزمخشري في كتاب الإيضاح للقزويني، والخلافات الصرفية في توجيه بعض الأبنية في القرآن الكريم وأثرها في المعنى، وتحقيق كتاب "آيات الاعجاز في آيات الإعجاز" لأبي الفتح الكشميري، وتقع الأعداد الأربعة في نحو ألفي صفحة. * ويقف خلف هذه المجلة العريقة رجلٌ استثنائيٌ مثقلٌ بهموم اللغة العربية، والبحث العلمي، متواضع، ناكرٌ لذاته، يعشق العمل بهدوء، وينطوي على حب خدمة العلم وأهله بصمت: دراسة وتدريساً، ورصداً وتحقيقاً، وإشرافاً وتدقيقاً، ومن آثار ذلك كله هذه المجلة. * إنه أخي العزيز اللغوي المتميز الأستاذ محمد يعقوب تركستاني. ** قبسة: تغذية الفكر هي شمس ثانية بالنسبة إلى المتعلمين. (هرقليطس) [email protected] مكةالمكرمة ص ب:233 ناسوخ: 5724333