يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه. من كمال ايمان الانسان ان يقول الخير ويتجنب قول الشر، وإلا فلا يقول شيئا. والمراد هنا أن الانسان يرتاد المجالس ويجلس الى اهله ومعارفه واصدقائه فيدور الحديث الذي يتناول فيه المتحدثون سيرة الناس وهي عادة حرمها الاسلام. ولكن بعض الناس جعلها تسليته، تأتي سيرة "أحد "من عباد الله فترى من يتصدى بذم هذا الاحد ويصفه بأحط النعوت، لا لشيء الا لانه يحسد هذا الاحد إما لنجاحه في الحياة أو لأنه طلب منه شيئا ولم يلب طلبه. فيتحمل اثما عظيما ليس لانه استغاب المذموم بل لانه نهش لحمه. واستباح حرماته. وهذا آخر يلحق الأذى بجاره يلقى على مدخله بمخلفات منزله، يسمح لابنائه باللعب قرب دار جاره ليشكلوا ازعاجا له.. كما ان البعض يحلو له رفع صوت المذياع ليسمع الجيران ويقض مضاجعهم، لا يقيم حرمة لحق الجوار. وتلك نقيصة اجتماعية يحض الاسلام جماعته على تجنبها ويحملهم على التحلي بأدب الجوار حتى مع الجار المزعج ينصح دون نهر ليعود الى طريق الصواب. أما اكرام الضيف فهو شيم العرب ومن قيمهم التي احتضنها الاسلام وحض على التحلي بها، فلا يجوز ان يسيء الانسان الى ضيفه بل يكرمه جهد طاقته ويبذل له ما في وسعه. تلك هي آداب الإسلام وسلوكياته التي يقوم عليها بناء المجتمع الإسلامي.