]ما أعظم حقوق الجار في الإسلام وهي كثيرة ، وقد أوصى القرآن الكريم بالإحسان إلى الجار في قوله تعالى { واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا } وقديما قالوا ( الجار قبل الدار ). ومن حقوق الجار الواجب المحافظة عليها الأراضي حكومية كانت أم خاصة،وقبل عدة أيام قرأت تصريح المفتي العام رئيس هيئة كبار العلماء سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ وفقه الله ، والذي حرّم فيه التعدي على الأراضي الحكومية والخاصة بدعوى إحيائها وامتلاكها، ووصف ذلك بأنه من الغلول. وقال سماحته ردًّا على سؤال «المدينة» حول قيام بعض الناس بالتعدّي على الأراضي الحكومية وغيرها بمساحات كبيرة وتحويطها بالعقوم، أو البناء، وامتلاكها بدعوى أن مَن أحيا أرضًا فهي له، فالاعتداء على الأراضي حرام، ومن اقتطع قيد شبر من أرض طوقه يوم القيامة من سبع أراضين، لأنه من "الغلول" والله تعالى قال: [وما كان لنبي أن يغلَّ ومَن يغلل يأتِ بما غلّ يوم القيامة] إن للجار مكانة عظيمة سواء في المسكن أو في العمل أو في محلات الرزق أو الزراعة وغير ذلك مما يستوجب تعظيم الحقوق ، ولكننا في هذا العصر نشهد بعض المظاهر الأليمة لتراجع حقوق الجار والخلل في علاقة الجار بالجار مما حذر منه نبينا الكريم في قوله صلوات الله وسلامه عليه: ((المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله، كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه)) إن من حقوق الجار التي يكتمل بها الإيمان هي الحفاظ على الجار وعلى كل ما يتصل به ، وعدم الظلم أو التعدي بمختلف الصور التي قد تحدث بين الجار وجاره ولو كان شبراً من الأرض ، فالجار كما أن له حقوق هو أيضا أولى الناس بالحفاظ على حق جاره لإشاعة روح المودة والمحبة والتراحم ورفع أي مظهر من مظاهر الأذى ، وقد قال صلى الله عليه وسلم : ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت)). والحمد لله بلادنا الطيبة تحكّم شرع الله تعالى ، كما أن مجتمعنا ولله الحمد حريص على الأخلاق والتقاليد الحميدة ويستنهض الهمم لإحيائها في العلاقات الاجتماعية ، ومراعاة الحقوق والواجبات قدر الإمكان ومنها حقوق الجار ، ومن غفل شيئا من هذه الحقوق العظيمة وجب على أصحاب النفوس الطيبة تذكيره بها ، فالحمد لله العلي القدير الذي أكرم مملكتنا الحبيبة تحكيم شرع الله في كل أمورها ومن ذلك ما يعظم حقوق الجار وصيانة العلاقات الانسانية ، حتى يعيش الجميع ولله الحمد في استقرار وأمان بخلاف ما نراه في كثير من بلاد العالم عن مظاهر فوضى وتسيب في الحقوق والواجبات ، وفيها يظلم القوي الضعيف ، لذا تعاني مجتمعاتها من مشكلات ونزاعات وتفشي الجرائم وقانا الله شرورها . أسأل الله رب العباد أن يديم على بلادنا الحبيبة نعمة الشريعة ونعمة الأمن وأن يحفظ ولاة أمرنا أدامهم الله ذخراً للبلاد والعباد ، والله الهادي إلى سواء السبيل وإنه على ما يشاء قدير . مكةالمكرمة / 0505508362