لا أحد ينكرالجهود التي تبذلها دوريات أمن الطرق ومتابعتها لحركة السير على الطرق السريعة , ولكن يُؤخذ على هذه الدوريات أنها أثناء مراقبتها للطريق تشغّل ( السيفتي ) على طول الخط . وهذا مخالف لآلية المراقبة التي يفترض أن تكون سرية . حيث أن السائقين المتجاوزين للسرعة متى ما شاهدوا ضوء ( السيفتي ) خففوا السرعة وبعد أن تتعدى الدورية يواصلون في السرعة الجنونية والتنقل من مسار إلى آخر معرضين أنفسهم والآخرين للخطر . ومن المعروف عالميا أن رجل الدورية لا يشغّل السيفتي إلاّ إذا كان خلف السيارة المخالفة تماماً . ليلزم السائق بالوقوف والترجل من سيارة الدورية لطلب الأوراق الثبوتية الخاصة بالسائق والمركبة بأدب وهدوء دون نرفزة وتشنّج , ومن ثم يحرر المخالفة أو إسداء النصح للسائق إن كانت المخالفة بسيطة , وهذا هو الأسلوب الأمثل المتبع في الدول المتقدمة لمراقبة الطرق بسرية تامة لمنع التجاوزات التي تفضي الى الحوادث الدامية . والحقيقة أن لدينا كل الإمكانيات والآليات المطورة ولكننا نفتقر إلى العناصر المدربة والمنفذة للتعليمات بعيدا عن الاجتهادات الفردية التي لا تخدم المصلحة العامة . وتشير الاحصائيات إن ضحايا حوادث السيارات تفوق كل وسائل النقل البحرية والجوية . ومعظم ضحايا حوادث السيارات هم من الشباب المستهترين بأنظمة المرور وتجاوزهم للسرعة المحددة , فكم من الأشلاء تناثرت وكم من الأجساد احتجزت بين ركام السيارات المنكوبة , مناظر مرعبة تقشعر منها الأبدان وتتفطر منها القلوب . ليت شبابنا يتعظون ويبتعدون عن كل مسببات الحوادث . والعجيب أن بعض الآباء والأمهات يشجعون أطفالهم الذين لا تتجاوز أعمارهم ثمان سنوات على قيادة السيارة . لقد كثرت الشكوى من هذه الظاهرة , فإن على الإدارة العامة للمرور وضع حد لمنع الأطفال من القيادة , ومجازاة أولياء أمورهم بتسجيل المخالفات في ملفاتهم وإن لزم الأمر حجز المركبة بضعة أيام حسب ما تقتضيه المصلحة العامة . فهؤلاء الأطفال هم الثروة الحقيقية للوطن فهم رجال الغد وعماد المستقبل بعد الله عز وجل , فيجب أن نحافظ عليهم ونهيئ لهم كل وسائل الأمن والأمان والعيش الرغيد ليكونوا رجالا صالحين في خدمة الوطن والمواطن . مكةالمكرمة ص ب 2511 - [email protected]