الموسم الرياضي على وشك الانتهاء فلم يبق إلا النزر اليسير، وبرغم الأحداث السيئة التي جرت منذ نهاية الموسم الماضي واستمرت تنخر في جسد المشهد الرياضي كتلك القرارات غير المبررة والتصريحات ذات الوزن الثقيل والمداخلات والتكتلات والاستعداء بدون وجه حق ضد المنافس فأصبح المجال الرياضي الذي يفترض أن يكون متنفساً للجميع يجدون فيه المتعة والمتابعة إلا أنه أصبح مصدر حزازيات واستفزازات ومنبع كراهية تنتشر منه روائح تزكم الأنوف وهو مشهد لم يتعود عليه الجمهور السعودي بهذا الشكل الغريب، فحضر ميكافيلي بكل قوته وخبثه وهمس لهؤلاء بنظريته التي لا صلة بينها وبين الرياضة فحضر مشهد "الغاية تبرر الوسيلة" سبيلاً للوصول إلى غاياتهم فخرج التنافس الشريف من فضاء المنافسة يجر أذيال الحسرة بوجه شاحب مذعور خائف. برغم هذا كله فهناك أشياء غاية في الأهمية كشفت عنها هذه الأحداث ولعل من أهمها أن ما كان يجري في الخفاء دون علم الجماهير أصبح مكشوفاً ومعلوماً للجميع فعرفوا أشياء هتكت الأستار التي كان يتستر بها من يدعي زعامته، ويمضغها من يحاول الاتكاء على قوة وحيوية شبابه وكلاهما على غير حق فقد تكشف المستور. ولعل من الأشياء الهامة للغاية هو ما ظهر للعيان من قوة بعض الأندية وجماهيريتها من خلال ما أكدته المدرجات بالدليل القاطع فكشفت للجميع أن الجماهير هي رأس مال النادي وقوته ووقوده وشهرته ومكانته وتعاطف الآخرين معه، وهي مصدر الإعجاب لكل المتابعين. وهي العلامة التي تصنع الفرق بين الأندية وتضع كل نادٍ في موقعه ومستواه الحقيقي، بينما البطولات ربما تأتي في وقت لا يتوقعها جمهور النادي نفسه أو اللاعبون لأنها جاءت من خارج حدود المعقول والممكن. وما تلبث أحداثها حتى تزول، وكأنها غمزة في ظلام. أو سراب بقيعة لا يلبث ولا يبقى للناظرين. وتنتهي بمجرد انتهاء مراسيم استلام كأس البطولة. بينما نجد الجمهور يشكل القاعدة الأساسية في بناء سمعة الفريق وشهرته واتساع رقعة التشجيع له ليس لجماهيره فحسب، بل لكافة الجماهير الرياضية في كافة أرجاء الوطن. ولو حصل على بطولة دوري زين الأهلي أو الاتحاد أو الهلال لوجدنا أن جماهير تلك الأندية تصنع الفرق في أفراحها وإحياء لياليها واستمرار شلالات الفرح بها لأنها جماهير عاشقة ومحبة لأنديتها.