دلفت الى مخدعي، تقلبت على سريري وكأنه فرش بالجمر وكأنني مطعون في احشائي . . ان تهزم امام من تحب دون ان ترفع راياتك البيضاء شعور له طعم خاص . . عندما كنت يافعاً كنت قادراً على اعطاء تعليلات ترضي مستوى تفكيري . . اشارك غيري افراحهم واتراحهم اجد نفسي غير قادر على المشاركة فيها فأنزوي بعيداً . تلك ايام خلت . . ايام طفولتي بحارة المظلوم بجدة . . اشارك اقراني فرحتهم بهطلول المطر، نغوص في الوحل نقذف بعضنا بالطين، وكأننا نقذف معها قسوة الاهل وسيطرة القيود الاجتماعية، نسبح في الماء الآسن وكأننا نسبح عكس تيار اصفاد التربية، ننطلق حينما تشتد حرارة الشمس النهار ويلفح قيظ جدة الوجوه في صيفها اللاهب الى بحر الاربعين نعطي اجسادنا هربا من حرارها نسبح في البحر غير عابئين من الغرق . . انه الفرح الخرافي . . فرح الصبية والصغار وانا صغير السن لا اقوى على السباحة . . ! علاقة زملاء الحارة مازالت عالقة بفكري . . اعطتني الكثير، علمتني الوفاء والاخلاص، وهكذا شببنا عن الطوق لم نطمع ونحن في ريعان شبابنا عن اشياد اقرب منالاً فلم نكن ندري المصير . . كنت افكر في عدة اشياء في وقت واحد . . ياترى ماذا يخبئ الغد؟ هل سأكون فناناً له معجبون او لاعب كرة ممتاز تدمي الأكف له بالتصفيق؟ مع انني حقاً تمنيت ان اصير استاذاً كاساتذتي بمدرسة الفلاح، وكانت شخصياتهم ذات اثر وتأثير، كانوا منارات علم ومعرفة، وكنت اهش، وابتسم في وجوههم احتراما وخوفا من تقريعهم وكرباجهم . اشياء كثيرة لم ادرك كنهها - الا بعد ان دخلت الجامعة وتخرجت وواجهت الحياة فعركتني وعركتها، ورحم الله امرءاً عرف قدر نفسه . ص . ب 52986 جدة 21573