في عصر الاكتفاء الذاتي والمادية المفرطة.. لم يعد الإنسان يجد نفسه في بوتقة الجماعة مؤثرا ومتأثرا كما كان في السابق، ولم يعد تحقيق الترابط الاسري ممكناً. ومن نافلة القول والحقائق التي لا تقبل الجدل ان النظام الأسري في الماضي كان عامل قوة وأداة صنع الرجال.. رجال عظماء عملاً وسلوكاً. تلك الأيام خلت ، عشناها وعايشناها في الحارة وفي دار العائلة الكبيرة التي تضم أربع أو خمس عوائل تعيش في سعة الدار والقلوب بعيداً عن علب السردين التي تسمى الشقق مجازاً التي تحشر فيها النفوس اليوم حشرًا!! كانت الحياة جادة ، ومبادئ رضعنا لبنها من ثدي امهات لم يحملن شهادات من معاهد. بل من جامعات هي القدوة والتربية السليمة.. مبادئ تنبع من ترابط اسري يسوده الحب والوئام.. افراد تناطح هاماتهم السحب شموخاً وعزة نفس.. احترام للكبير وتوقير وعطف ورحمة للصغير كل ذلك نابع من ايمان وقناعة. والآن يمكننا ترتيب بيتنا من الداخل من جديد وذلك بالعزم والقوة التي ترفض اللهث وراء الماديات وتحكيم العقل والفطرة السليمة ونبذ كل ما هو دخيل. تباً لها من حضارة ان كانت تفرق ولا تجمع.. تبعد ولا تقرب.. حتى جمعتنا في يوم يفر المرء من اخيه وامه وابيه.. وحسبي الله ونعم الوكيل. ص.ب 52986 جدة 21573