تابعت عن قرب وفي مكةالمكرمة الحملة التي يقودها صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة بضرورة الحصول على تصريح بالحج.. أو ما يطلق عليه لا حج بدون تصريح هذا العام ، وهو محق تماماً فيما دعا اليه بعد تزايد ظاهرة الافتراش في الحج بشكل ملحوظ وبعد أن لوحظ أن اغلب المفترشين هم اما من متخلفي العمرة أو من الوافدين العاملين في مدن المملكة وبالذات المحيطة بمكةالمكرمة ويرغبون في الحج بدون تصريح ، واذا كنت أؤكد أن هذه الظاهرة مبعثها الأساسي هو مغالاة مؤسسات حجاج الداخل عاماً بعد عام في تسعيرة حجاج الداخل لدرجة أن أقل مؤسسة وأكثرها بعداً عن الجمرات تطلب ثلاثة آلاف للحاج من الداخل دون الالتزام بشيء يذكر الا الخيمة والنقل في المشاعر وهو ما يحتاج الى اعادة نظر في الدعوة لإيجاد مؤسسة كبيرة لحجاج الداخل تستوعب عددا كبيرا من مؤسسات الداخل لتقدم خدمات افضل وبأسعار أقل. وهذا الموضوع يقودنا إلى عنوان مقال هذا اليوم وهو الدور المطلوب من الدعاة في الأيام الباقية على موسم الحج الأكبر في التأكيد على أن الحج فرض على المسلم المستطيع استطاعة بدنية ومالية (مرة واحدة في العمر) وأن باقي المرات التي يكرر فيها الحج هي تطوع وأنه من الأفضل للمسلم أن يفسح مكانه للحجاج القادمين من الخارج والذين يتوقون للحج مرة واحدة في العمر واغلبهم من كبار السن كما أنهم يدخرون مصاريف الحج قبل سنوات عديدة وأملهم أن ييسر لهم الله الحج مرة واحدة في العمر.. المطلوب من الدعاة تكيف الدعوة للإخوة المقيمين وهم من جنسيات مختلفة عربية وآسيوية وأن يتحدث لهم الدعاة بلغاتهم بأن الحج فرض مرة واحدة في العمر على المسلم فهناك مقيمون من بعض الجنسيات العربية والآسيوية يحرصون على أداء الحج كل عام مهما كان فيه من صعاب على أساس أنهم متواجدون بجوار الكعبة المشرفة فهل هذا معقول؟!!... إن اغلب المقيمين في هذه الديار المقدسة يحرصون على أداء الحج في السنوات الأولى لوصولهم للعمل بالمملكة ولماذا تكرار الحج كل عام؟ المطلوب التوعية ورفع شعار الحج مرة واحدة للمسلم بعد هذا التزايد الواضح في اعداد الحجيج القادمين من أصقاع الدنيا حتى تستوعبهم منطقة المشاعر المقدسة ومنطقة الجمرات والدور المأمول أن تلعب أجهزة الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة دوراً مؤثراً في هذا المطلب المعقول وتبين الحكم الشرعي في الحج.. وأن التصدق بمصاريف الحج لمن لم يحج من قبل فيه نفس ثواب الحاج ما دام الانسان أدى عن نفسه فريضة الحج.. الجميع مطالبون بالمساهمة حتى خطباء المساجد والإذاعات المتخصصة التي تتحدث بلغات غير العربية كل هذه المساهمات قد تؤدي إلى نتائج ايجابية في تقليل اعداد الحجيج الذين يؤدون الحج كل عام مع ضرورة الوقوف بكل جدية مع شعار لا حج بدون تصريح حج. إنني اكتب هذه الخواطر من واقع متابعة لمسيرة الحج منذ 25 عاماً وأعود وأقول إن الافتراش سوف يتقلص تماماً اذا جاءت مؤسسة واحدة أو مؤسستان إحداهما للحجاج العرب الناطقين بالعربية وأخرى للاخوة الوافدين من منطقة جنوب آسيا الهند وباكستان وبنجلاديش على ألا تزيد تكلفة الحاج على ألف أو ألف وخمسمائة ريال عندئذ.. سوف تنتهي مشكلة الافتراش في الحج تدريجيّاً.