الحديث عن الوافدين حديث لا يروق للبعض·· ولكن الوافدين جزء من المجتمع ولهم حقوق وعليهم واجبات يجب الحديث عنها بشيء من الشفافية· فالوافدون لهم يد بيضاء شاركت ابناء هذا الوطن في بناء نهضته ومن يستقرئ التاريخ يعلم ذلك .. منذ السبعينات والثمانينات وإلى يومنا هذا. ففي السبعينات وما قبلها .. عند التوسعة الاولى للحرمين الشريفين في عهد المغفور له الملك سعود بن عبدالعزيز شارك في الهدم والبناء كثير من الأيدي الوافدة العربية والإسلامية آنذاك·· وكانت هذه الايدي وتلك العمالة لها شرف الخدمة والعمل في الحرمين وخدمة بلاد الحرمين وقبلة المسلمين· وفي الثمانينات كانت الدوائر الحكومية تعج بالوافدين من الاقطار العربية المجاورة وكانت وزارة التربية والتعليم لها النصيب الاكبر منهم حيث وصلت نسبة العاملين فيها قرابة 90% .اما في التسعينات وما بعدها·· عند ابتداء وضع الخطط التنموية الحديثة وخطط سعودة الوظائف·· بدأت هذه النسب تتناقص حتى تلاشت في بعض القطاعات كالتعليم .. وبقيت في قطاعات اخرى كقطاع الصحة ووزارة الاشغال وهندسة المدن والعمارة .. التي ما زال يساهم في شغل وظائفها عدد لا يستهان به من الإخوة الوافدين العرب وغيرهم من الدول الإسلامية. أما هذه الآونة التي نعيشها.. ومنذ عشرين سنة مضت فأكثر .. هذه الفترة التي تزامنت مع النهضة العمرانية والاقتصادية والتعليمية·· فإن العمالة الوافدة من الدول الإسلامية قد توافدت بأعداد هائلة·· لشغل كثير من الوظائف في القطاعات الحكومية والقطاعات الخاصة . جاء في تقرير لوزارة العمل والعمال لعام 1241ه أن نسبة العمالة الوافدة في سوق العمل في المملكة تقدر ب06% من اصل العمالة في السوق·· وهذه الاحصائية ان كانت دقيقة فإنها تدل على ان العمالة الوافدة اكثر من العمالة الوطنية·· وهذا خلل في التخطيط·· ومن جانب آخر .. فإن هذه العمالة تساهم في بناء الوطن بصورة مباشرة او غير مباشرة .. وليس من الإنصاف الإجحاف في حقوق العمال ومعاملاتهم ، فقد قال المولى : ( يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط ولا يجرمنكم شنئان قوم ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون ) . كل الوافدين يقدمون خدمات للوطن ابتداء من الطبيب او المهندس او الفني او حتى عامل النظافة .. وجميعهم يقيمون بصورة رسمية مع دفع ما يلزمهم من رسوم تتعلق بأوضاع اقامتهم الرسمية·· كرسوم الإقامة والرخص والكفالات ونحو ذلك·· وعلى هذا فما المانع ان يستمتع الوافد من خدمات الصحة والتعليم لأبنائه وذويه كما يستمتع المواطن· ومن جانب آخر على الوافدين الالتزام بالأنظمة . وقد قيل قديماً·· يا غريب كن أديب· ص·ب: 934501-12314 [email protected]