إهانة الشيوخ السؤال أنا فتاة حديثة الالتزام أستمد معلوماتي الدينية من البرامج الإسلامية والقنوات الدينية ، وكنت سعيدة جدا بالتزامي و بحياتي مع الله ، ولكن استيقظت على صراع شديد زلزل أعماقي عندما وجدت على المنتديات إهانة لبعض الشيوخ والعلماء الذين احترمهم ، ووصفهم بالمبتدعين والمضللين ، رغم أنى أرتاح لهم جميعا و لا اعلم ماذا اعمل ، فأرجو أن تدلوني ماذا أفعل ، بعدما كنت اشعر بالذنب بسبب مشاهدة فيلم أصبحت أشعر بالذنب لسماع البرامج الدينية . الجواب أحمد الله على ما منّ به عليك من توفيق.. أختى الفاضلة: ألا تسمعين أحياناً أباك يتكلم عن أمك؟ ألا تسمعين أحياناً أمك تتكلم عن أباك؟ إن طبيعة الدنيا أن تكون هناك بعض المشادَّات الكلامية، وسوء الظن أحياناً. والدعاة بشر يصيبون ويخطئون، والمشكلة أن البعض يطوِّر المشكلة، وينسى حسنات المحسن. فهناك دعاة فضلاء وأخيار مثل عمرو خالد، علم الناس كثيراً، واهتدى على يديه الكثير، وكان علمه مباركاً. ومع ذلك أخطأ في بعض الأحاديث، وزلّ لسانه ببعض الكلمات غير المتعمّدة، واجتهد في المشاركة في بعض الأمور التي لا نرى أنها صحيحة.يعني بلغة الرياضيات، نجح في 90%، وأخطأ في 10%. فهل أقوم بنفي كل الحسنات والكلام الصحيح الذي قاله، والقرآن يقول: (ولا يجرمنكم شنئان قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب )، هل لأنه لم يكن له لحية إذاً لا يجوز أخذ العلم الطيب منه؟! ورحم الله العلامة الشيخ عبدالرحمن الدوسري، سأله أحدهم عن مفكر إسلامي كبير عن أنه يحلق لحيته!، فقال العلامة الشيخ عبدالرحمن: نريد شعوراً لا شعراً! وهو قطعاً لا يقصد عدم إعفاء اللحية، ولكن ألا نركّز على الخطأ ونترك الصواب، والجهد الذي بذله حتى قتل لأجله في سبيل الله. وهكذا دواليك قصص كثيرة للدعاة. فالقاعدة أن ما ينفعك من الكلام خذ به ولو من الكافر فكيف بالداعية؟ ولا تقرأي في النت وغيره عن الكلام على العلماء، فالنت خليط من أشباه الدعاة، وقليلي الإنصاف والعلم. بارك الله في عمرك وسدد على الخير خطاك.