شهدت مناطق المملكة العربية السعودية خلال الأسبوع الماضي هطول أمطار وبرد والحمد لله وقد تفاوت هطولها من مكان لأخر حسب الظروف الجوية المصاحبة لها. وقد أظهرت مواقع في الشبكة العنكوبتية مشاهد من حجم الدمار الذي نجم من تلك الأمطار توضح مدى الخسائر المادية والبشرية التي تسببت فيها تلك الأمطار. وبجانب ذلك كله كان لها تأثيرات بيئية مختلفة نتيجة المستنقعات المائية التي تكونت من جراء الهطول ولم تشفط تلك المياه بشكل سريع الأمر الذي يؤدي إلى تكاثر البعوض والحشرات مما يتسبب في نقل الكثير من الأمراض , كما كشفت الأمطار مدى هشاشة البنية التحتية لشوارعنا في مختلف مناطق المملكة حيث تكسرت الطرقات والأرصفة لكثير من شوارع المدن الرئيسية لتلك المناطق. كما أدت السيول الناجمة من تلك الأمطار إلى بعض الإنجرافات الأرضية والأهم من ذلك غرق الكثير من الأطفال والسيارات الصغيرة منها والكبيرة وتهدم الكثير من المنازل. ومنعت الكثير من الناس من اللجوء الى منازلهم أو الخروج منها بسبب ارتفاع منسوب المياه أمام منازلهم في الأحياء. ولا شك أن ذلك يستدعي من الجهات المعنية وخاصة أمانات المحافظات في المدن والدفاع المدني التدخل السريع والأجراء المناسب في اتخاذ القرارات المناسبة بناءً على الخطط الإستراتيجية لتلك الجهات لمواجهة الكوارث الطبيعية أو الحد منها بقدر الإمكان تفادياً للخسائر البشرية والمادية والتي تنعكس بشكل مباشر على الوضع النفسي لبعض الأسر التي أصيبوا بعض أفرادها أو تغمد الله برحمته بعض أفرادها. كما ينعكس ذلك على الاقتصاد الوطني من جراء الخسائر الفادحة نتيجة تلك الأمطار. بجانب خسائر الاقتصاد البيئي لها. واستغرب اشد استغراب عندما أتذكر الوضع في بلد الدراسة بريطانيا حيث كانت الأمطار تهطل بشده في بعض الأحيان دون توقف وكذلك الحال في ماليزيا وقد يستمر هطولها أيام دون توقف ونجد انك لا ترى بعد توقف هذه الكم الهائل من الهاطل المطري أي نقطة ماء في الشوارع او الإحياء وغيرها كما يحدث لدينا. فيحب على وزارة التخطيط وبقية الوزارات الحكومية الأخرى عند أعداد الخطط الخماسية للدولة الأخذ في الاعتبار عند إقامة مشاريع تلك مراقبة الشركات المنفذة والتأكيد على تلك الوزارات بإقامة مشاريعها بتنفيد والتقيد المواصفات المقاييس العالمية المتبعة أسوة بالدول المتقدمة والتي تهطل عليها أمطار معظم شهور السنة وبكميات تفوق ما يهطل على بلادنا أضعاف تلك الكميات دون أن ترى مشاهد لأثار تلك الأمطار على الحياة الاجتماعية أو الصحية أو الاقتصادية أو البيئية. وقفة أيتها البيئة: لدى الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة ادراة تسمى ادراة الطواري والكوارث الطبيعية تقوم بإرسال التحذيرات والتنبيهات عن الحالات الجوية الحادة إلى الجهات المعنية لأخذ الحيطة والحذر والتنبيه على جميع المواطنين بتلك الحالات , فعلى جميع تلك الجهات التفاعل الجدي بشكل سريع مع تلك التحذيرات والتنبيهات ضماناً لعدم حدوث خسائر بشرية أو مادية. [email protected] أستاذ الكيمياء المشارك بجامعة ام القرى رئيس فرع جمعية البيئة بمكة المكرمة