قامت رسامة ومخرجة سينمائية من السويد بالعمل معا على مشروع تواصل حواري بين نساء السويد ونساء اليمن . وكانت حصيلة الحوار والنقاشات الاتفاق على أن جلسات الشاي والقهوة هو الأمر الذي يجمع بين نساء العالم . تجلس السويديات في المقهي مع بعضهن لتبادل الأخبار وتجاذب أطراف الحديث والترويح عن النفس والخروج من دائرة العمل اليومي . وتجلس النساء اليمنيات مع بعضهن في الغالب في فتحة الباب المطلة على الهضاب إذا كن في إحدى القرى الجبلية أو مجالس المفرج والديوان المشهورة به البيوت اليمنية، ويشربن القهوة أو الشاي خلال تبادل الحوار والمعلومات الحياتية اليومية . توضع القهوة أو الشاي فوق طاولة المقهى أو المنزل في السويد . وتوضع القهوة والشاي فوق المعشرة أو الصحن الدائري في اليمن . تبدوا المسافات بعيدة، وتبدوا ملامح الوجوه مختلفة، وتظهر الكلمات واللغة مغايرة، لكن التجمع والحديث حول كوب القهوة وكأس الشاي يظل طقس نسائي مشترك وكأنه طقس واحد . الطاولة والمعشرة : المعشرة هو الاسم اليمني للصحن النحاسي أو الفضي أو البلاستيكي الذي يرتفع قليلا عن سطح الارض بالإرتكاز على ثلاثة أرجل . توضع على المعشرة أكواب القهوة أو الشاي، وقد توضع بعض المكسرات أو الحلويات وتجلس النساء حولها على الأرض في الغالب أو فوق أريكات منخفضة . وكلمة المعشرة مشتقة من العشيرة والعشرة الجميلة . بينما تجلس السويديات حول طاولة القهوة التي قد تكون دائرية أو مستطيلة ويجلسن حولها فوق كراسي مرتفعة عن الارض . هذا الطقس المشترك جعل الرسامة والمخرجة يأخذن فكرة الجلوس حول اداة توضع عليها القهوة والشاي كمساحة للحوار على قاعدة مشتركة . وفي مدينة صنعاء تمت جلسات شعبية بينهن وبين نساء من مختلف التوجهات الفكرية والمجتمعية، تم فيه عرض فيلم قصير به خطوات إمرأة من سلطنة عمان على الساحل، ووقع كلمات قصيدة عربية مترجمة الى الانجليزية تحفر خطوات المرأة على الساحل كلمات الأغنية بحروف عربية جميلة تظهر فيقفز فوقها ماء الموج يمحيها بينما تسير الخطوات ترسم كلمات جديدة . الرمانة والقوة : في الأخير قامت الرسامة بوضع تشكيل يشبه المعشرة يضاء من تحته فتظهر رسمة باليد لرمانة مفتوحة، تصطف فيها حبات الرمان بإلوانها الياقوتية المطعمة بلب الرمان الأصفر كالذهب فتبدوا كشعلة الوان بهيجة شبيهة بعقود النوافذ اليمنية الشهيرة . قلت للرسامة : لماذا الرمان بالذات؟ قالت في التاريخ الأوربي كانت التماثيل التي يكون فيها القيصر أو الأمبراطور حاملا في يد صولجان وفي الأخرى حبة رمان دلالة على سيطرة حكمه على الشرق والغرب . معاشر الرمان الأربع تستقر اللآن في مكتب مؤسسة برامج التنمية الثقافية بصنعاء، ليس كرمز للسيطرة بل كنموذج للحوار وجلسة عشرة على معشرة يمنية سويدية تقول أن الناس في البداية والنهاية يجمعهم الجوهر أكثر مما تفرقهم تطورات السياسة . raufah@ hotmail . com