الصحة مطلب أساسي للجسم السليم، الذي به يستطيع المرء من أن يؤدي الواجبات التي خلق من أجلها على أكمل وجه، وأغلب تلك العبادات والفرائض التي سنها الرحمن لها دور كبير في وقاية وعلاج الإنسان من الأمراض و العلل التي قد يصاب بها، وشهر رمضان الفضيل عبادة قديمة فرضها الله عز وجل على جميع الأمم " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن ْقَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ " وهو احد العلاجات الربانية التي منحها المولى تبارك وتعالى لعبادة المؤمنين، وقد أثبتت البحوث العلمية أن جسم الإنسان خلال فترة الصوم التي تمتد لأكثر من 13 ساعة يستهلك الجسم في بدايتها الطاقة التي حصل عليها من وجبة السحور، وما إن تنفذ تلك الطاقة خلال الساعات الأولى من زمن الصيام حتى يتجه الجسم لاستخدام الطاقة المخزونة في داخلة، وبذلك يتم التخلص من السموم المتراكمة داخل الأنسجة، فالصوم علاج فعال لكثير من الأمراض، والتي منها على سبيل المثال كما ورد عن أهل الاختصاص " مرض القلب، مرض السكري، أمراض الجهاز الهضمي ...." وهو طريقة علاجية تناقلها أجيال الأطباء، فالصيام فرصة ذهبيه لتقوية جهاز المناعة في الجسم ضد الأمراض المختلفة، وقد كان ابن سيناء يفضله على الدواء، ويصفه للغني والفقير، وفي وقتنا الحاضر توصل الباحثون في مجال الطب بعد سنوات عديدة من الدراسات أن الصيام حالة صحية غير مجهدة للجسم، وأن وظائف الغدد ومستوى الهرمونات المختلفة لم تتغير خلال فترة الصيام، وكل ذلك ما هو إلا نتيجة المنهج العبادي الذي سنته الشريعة الإسلامية لهذا الشهر الكريم، والنظام الغذائي الذي أوضحه لنا الحبيب صلى الله عليه وسلم فيما روي عنه من أحاديث، ومن تلك الأحاديث أنه صلى الله عليه وسلم أوصى بتعجيل الفطر لقوله : " لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر " مبيناً في حديث آخر الطعام الذي ينبغي على الصائم الفطر به " إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر، فإنه بركة، فإن لم يجد تمرا فالماء، فإنه طهور " لأن هذه النوعية من الطعام كما أثبتت الدراسات الطبية الحديثة لها فوائد صحية جمة على جسم الصائم، ومنها ما أوضحته دراسة علمية أجراها المركز القومي المصري للبحوث أن التمر أو البلح المجفف يساعد في الحماية من السرطان وتسوس الأسنان ويقوي العصب البصري دعاء : اللهم اغفر لنا جميع الزّلات، واستر علينا كل الخطيئات، وسامحنا يوم السؤال والمناقشات، اللهم تقبل صيامنا وقيامنا، واغفر ذنوبنا وآثامنا، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . ومن أصدق من الله قيلاً " شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ القُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَب َيِّنَاتٍ مِّنَ الهُدَى وَالْفُرْقَانِ "