طل علينا شهر رمضان الفضيل في صيف تملأ الشمس سماءه وحره الشديد يغمر بلادنا، ولكن لا يوقفنا شيء عن الصوم، وقد سهل علينا الصيام مراعاة حكوماتنا لنا كعادتها في كل عام بتقليل ساعات الدوام فيه والتي ساهمت مساهمة كبيرة في تسهيله على العاملين فيه . سألتني زميلتي الأوروبية في العمل عن تحملنا الصيام وكيف نطيق الامتناع عن الشرب رغم حر الصيف والعطش الشديد؟ شرحت لها فائدة الصيام والحكمة منه وما يعود على البدن من فوائد وعلى النفس الإنسانية من مشاعر تغمر أحاسيسنا وتزيدنا قوة إرادة وقوة في العزيمة ورغم هذا الحر فنحن نصوم ولا يمنعنا حر ولا برد مهما عظم واشتد فالصوم طاعة لله رب العالمين ويتعلم المسلم الكثير من خلاله، فالسعادة نجدها عندما يأذن الله بالإفطار في وقت محدد تجتمع فيه الأسرة عند أذان مغرب كل يوم وهو الوقت المسموح لتناول الطعام فيه، ويتم الإمساك عن الطعام عند أذان الفجر ..كما يجعلنا الصيام نشعر بحرمان المحتاجين والفقراء ..طال حديثنا وكنت حريصة على أن أشرح لها ما يتضمنه الصيام من الانصياع لركن هام من أركان الإسلام الخمسة وأخذنا الحديث وتنوع كثيراً حتى خضنا في سيرة رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ورسالته إلى العالمين . كان حديثاً شيقاً جداً اضطررنا لإنهائه وتكملته في وقت آخر ..انتهىلتبدأ التساؤلات التي شغلت تفكيرها تجول في رأسها وقد اعترفت لي في وقت لاحق رغبتها في معرفة هذا الدين، وعدتها بإحضار بعض الكتيبات بلغتها الإنجليزية لتتعرف أكثر على ديننا الإسلامي الذي يتقيد فيه المسلم بتنفيذ أمر الله سبحانه وتعالى ويتحمل العطش والجوع رغم إمكانه تناول ما يريد دون علم أحد ..أفهمتها أن الصيام أمانة بين العبد وربه فهو يجعلنا كذلك نحس بمشاعر الضعفاء كما قوة النفس الإنسانية ..تذكرت كتيباً عندي يتحدث عن النبي عيسى عليه السلام ونظرة المسلمين له وإيمانهم به وعدتها بإحضاره لها، شعرت بمدى المسئولية التي تقع على عاتقنا نحن المسلمين تجاه ديننا الحنيف وأهمية ثقافتنا الدينية للإجابة عن تساؤلات من هم على غير ديننا بعلم ومعرفة . Lenani 2001 @yahoo .com