يدخل في عموم ما يجلب السعادة ويزيل الهم والكدر : فعل الإحسان، من الصدقة والبر وإسداء الخير للناس، فإن هذا من أحسن ما يوسع به الصدر، " وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَز َقْنَاكُم " " المنافقون : " 10 ، " وَالمُْتَصَدِّقِينَ وَالمُْتَصَدِّقَاتِ " " الأحزاب : ." 35 وقد وصف صلى الله عليه وسلم البخيل والكريم برجلين عليهما جبتان، فلا يزال الكريم يعطي ويبذل، فتتسع عليه الجبة والدرع من الحديد حتى تخفي بنانه وتعفو أثره، ولا يزال البخيل يمسك ويمنع، فتتقلص عليه، فتخنقه حتى تضيق عليه روحه، " وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللهِّ وَتَثْبِيتاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَينِْ فَإِن لَّمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ " " البقرة : " 265 ، وقال سبحانه وتعالى : " وَلاَ تجَْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ " " الإسراء : ." 29 إن غل الروح جزء من غل اليد، وإن البخلاء أضيق الناس صدورا وأخلاقا؛ لأنهم بخلوا بفضل الله عز وجل، ولو علموا أن ما يعطونه الناس إنما هو جلب للسعادة لسارعوا إلى هذا الفعل الخير " إِن تُقْرِضُوا اللهََّ قَرْضاً حَسَناً يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ " ، وقال سبحانه وتعالى : " وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ المُْفْلِحُونَ " ، " وَممَِّا رَز َقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ " . الله أعطاك فابذل من عطيته فالمال عارية والعمر رحال المال كالماء إن تحبس سواقيه يأسن وإن يجر يعذب منه سلسال يقول حاتم : أما والذي لا يعلم الغيب غيره ويحيي العظام البيض وهي رميم لقد كنت أطوي البطن والزاد يشتهى مخافة يوم أن يقال لئيم إن هذا الكريم يأمر امرأته أن تستضيف له ضيوفا، وأن تنتظر رواده ليأكلوا معه، ويؤانسوه ليشرح صدره، يقول : إذا ما صنعت الزاد فالتمسي له أكولا فإني لست آكله وحدي ثم يقول لها وهو يعلن فلسفته الواضحة، وهي معادلة حسابية سافرة : أريني كريما مات من قبل حينه فيرضى فؤادي أو بخيلا مخلدا هل جمع المال يزيد في عمر صاحبه؟ وهل إنفاقه ينقص من أجله؟ ليس بصحيح .