٭ ٭عزيزنا " المعذب " الذي سمح لنا مشكورا من خارج الدار - زادها الله علواً - وهو لا يعرفنا شخصياً بأن نحاول ان نكتب في العزيزة " البلاد " الا عبر ما نكتب . ٭٭نكتب كلمات نظنها صالحة للحياة وبالمجان وكلنا أمل ألاّ تشطب بعض حروفنا ..إما أنها غير صالحة للنشر ..أو أننا أعطينا أقلامنا المجال واسعاً فهرفنا بما لا نعرف !! ٭٭وأنا أكتب مستعيذا بالله من الغرور وأظن زملائي المحترمين وكله من باب البحث عما ينفع الناس ..وليس القصد من هؤلاء " الكتبة " إظهار براعتهم ورشاقة حروفهم وربما خفة دمهم أو ثقله ..وعزيزنا " الرئيس " علي محمد الحسون كتب في " محبرته " عن الفارق بين " المبدع وغيره " . ٭٭والمشكلة أن كثيراً من القراء الميامين لا يقرأون ما يكتب هؤلاء " المعذبون " الذين ينظرون لحالهم وكأنهم يكتبون لأنفسهم ..ومن أجل أنفسهم . ٭٭فما هو السر الذي يجعلنا نحن " الكتبة " من منازلنا نحرص على أن تكون حروفنا " مقروءة " ..وتدل على الأشياء الجميلة ..والنافعة للإنسان .. ٭٭وليست كما يظن كلمات " مهرولة " يكتبها صاحبها من باب أداء واجب ..كيفما كان وكيفما اتفق؟ ٭٭وإلاّ ما الذي يدعو هذا الإنسان ..لأن يقتطع الكثير من أوقاته ودخوله وخروجه منزله ..وعدم لقائه مع أصدقائه ..مع أن في هذا الوقت " زمن الفضائيات والإنترنت والإيميلات ..تفرق الصِّحاب " للأسف شذر مذر . ٭٭حتى ان بعضهم " يمرض " ولم يجد من يقول له " سلامات " وبعضهم تنزل به النوازل والمنغصات والمؤلمات فيقبع في منزله أياماً وشهوراً ولم يجد أحداً يقول له أنت فين ..وهل لازلت عائشاً . ٭ ٭لو كان هذا " الكاتب " يمتهن صنعة أخرى كلاعب كورة مثلاً ..فتعطى له الأموال الكثيرة من هنا وهناك ويتدافع حوله المشجعون من كل حدب وصوب ويقرأون ما تنشره الصحف هل أكل هذا الصباح أم نام؟ فإذا سافر مثلا في إجازة أو تدلع قليلا باعتبار أنه أصيب بالزكام وهو مرض مشهور ومشاع ..وقتها يتدافع " المحبون " الوالهون وغير المحبين لتقديم الهدايا أشكالا وألوانا ..يختلط فيهم النساء والرجال ..والأطفال ..!! ٭٭وهؤلاء " المغنون " والمغنيات ..والراقصون والراقصات يحيون حياتهم الآن " ب َغْددةً " وترفاً وإسفافاً ..وأظنكم تعرفونهم وتشاهدونهم وتحرصون على تقبيلهم وتفرحون " موت " عندما يضحك في وجهك لاعب كورة أو مغني طرب ..!! ٭٭إنها المعادلة الصعبة ياصاحبي المعذب ..فصاحب هذه " الحروف " يدفع للبريد وقت إرسال كلمته لهذه الصحيفة أو تلك وبعضه يُنشر وبعضه ُيمُزق وعليه أن يشرب من البحر ويشتري هذه الصحيفة وتلك المجلة من قوت عياله . ٭٭ولكن كيف ..ونحن نكتب وأيادينا ترتجف وقلوبنا تنكمش ..وضوء عيوننا يكاد أن ينطفئ ..وكل ذلك من أجل " الحب " العميق داخل نفوسنا لهذه الإنسانية التي نتمنى لها مزيداً من الوعي ..ومزيداً من الفهم ..ومزيداً من الإبداع ..ومزيداً من الإنصاف ..وياقلمي ..كفاية ففي " فم " صاحبك كثير من الماء فكيف ينطق من في فيه ماء ..والشكوى لله من قبل ومن بعد .. ٭٭ويا أمان الخائفين ..وحسبنا الله ونعم الوكيل جدة ص . ب 16225