كنت قد ختمت مقالتي الأسبوع الماضي بأن الأمر يحتاج منا إلى قليل من التنازلات للعمل في جميع المهن والحرف والأعمال بدلاً من عقد الندوات والحوارات وتخصيص مؤتمرات واستئجار قاعات وإعداد لجان لعقد مؤتمر عن سعودة الوظائف ومكافحة البطالة وكيفية سعودة حلقة الخضار ومحلات المجوهرات والأمر لا يتعدى سوى إرادة من الشخص الذي يريد أن يعمل فقط فمن أراد أن يسترزق ويعيش ويأكل ويلبس فعليه أن يكافح بدلاً من نظرة الاستعلاء والغطرسة والتنظير . ويصادف إنني أيضاً في نفس اليوم قرأت في إحدى الصحف عن شباب سعوديين يعملون في مهن الحديد والتسليح والدهان والأعمال الإنشائية فما الذي يمنع من الانخراط في هذا المجال ويبدأ الإكتفاء الذاتي البشري للعمالات السائبة والخطرة والإجرامية التي تعيش بيننا ويتجولون ويدخلون بيوتنا بحجة أنه دهان بوية أو سباك أو نجار أو أي مهنة وأتعامل معه بحسن نية بينما هو لديه النية لسرقتي . مجتمعي العزيز صدقوني لا أدعي المثالية المطلقة ولكن نحن نعقد الأمور أكثر من اللازم ونشغل أجهزة الدولة ونرهق أنفسنا ونرهق رجال الأعمال ونرهق الإعلام بقضية هي من صنع أيدينا وحلولها سهلة جداً ولا تحتاج إلى تنظير وخبراء ولا حتى تحتاج إلى قرار حكومي وإلزام من قبل الجهات الرسمية بالصورة الحالية حتى لو أن الدولة ممثلة بالأجهزة المعنية أصرت على التدخل فعلى الأقل تكون بمثابة جهة إشرافية لتحقيق معادلة توازنية وطنية ولكن الأمر يحتاج إلى إرادة شعبية اجتماعية بامتهان بعض المهن دون وضع قيود وحواجز نفسية وحواجز وهمية تؤدي بالشباب إلى أن يكون عاطلاً ومجرماً ولا يفيد المجتمع بأي شي سوى ان أهله محتجزوه في بيوتهم خوفاً من نظرة الناس لهم بأن ابنهم بويجي ولكن عندما يكون عاطلاً فهو أفضل لهم ويحملون الآخرين أخطاءهم ....صدقوني الإرادة أهم شيء . Bulbulz 70@hotmail .com