تفسح جريدة البلاد السعودية زاوية لي في صفحتها الأخيرة، لأحل ضيفة قد يطول مقامها على موقع لزميل الحرف و القلم المغموس في محبرة القصة والأدب والصحافة الأستاذ علي محمد حسون . ولأن الضيافة من كريم في موقع أصالة ومنزل رحب هو الجريدة التي يحق لها الفخر بتاريخها كأول صحيفة حين كان اسمها بريد الحجاز ثم صار صوت الحجاز حتى أصبح البلاد نفسها، فإنني أغامر وأضع محبرتي اليمنية لأغمس منها في نفس الزاوية مرة كل جمعة . ففي صحف اليمن عرفت دوماً بزاويتي رؤية للتأمل، أحدق عبرها في مناحي الحياة من حولي، وأغمس قلمي في محبرة الهموم اليومية، فتخرج كسنارة الصياد عامرة بالخير واعدة بجوهر اللؤلؤ أحياناً، وخاسرة دون صيد لأحيان أُخَر . البلاد اليمنية والبلاد السعودية كل الصحف اليمنية لي تاريخ مشرف معها عدا صحيفة البلاد اليمنية، التي بدأت شهرتها على حساب الإساءة الى المثقفات من النساء .ومن كل الصحف السعودية دعتني ضيفة للكتابة في صفحاتها، صحيفة البلاد السعودية .فقلت لنفسي شتان مابين بلاد وبلاد، وقبلت الدعوة الكريمة مرحبة . فالبلاد اليمنية أي الأراضي والشعب والدولة هي مكان يسيء تقديم نفسه أحياناً لغيره، لأن الباحثين عن عمل وحدهم من يحملون عبء عكس صورة محدودة عنه . والبلاد السعودية أي الأراضي والشعب والدولة هي مكان يطمح الناس للوصول إليه قرباً من رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو حلماً برفاهية نفطه .لكن الناس هنا وهناك، يحنون لأصوات وكلمات تشرح بعض ما استغلق فهمه، وتفتح آفاق التواصل والوصل وحبال المودة . لذا فالتفكير بصوت عالٍ، عبر الكلمات التي تلتقطها العين فتسمعها القلوب هي الديدن الذي ستسير عليه هذه الزاوية، تجاوباً مع المحبرة السعودية التي يغمسها رئيس التحرير طوال الأسبوع في هذه المساحة . التعارف والتعريف للقارئ أو القارئة في السعودية من غير اليمنيين قد يبرز عند تصفح هذه الزاوية سؤال : من تكون هذه الكاتبة الضيفة التي تغمس من محبرة يمنية مستعيرة عنوان زاوية ثابت معروف صاحبه وتوجهه؟ وفي الإجابة المعاصرة يكون الرد أن بعضاً من الوقت لطرح الاسم على أي محرك للبحث في شبكة الانترنت سيمنح كثيراً من التفاصيل فيه الغث وفيه السمين . وفي الإجابة الذاتية المباشرة، أرد متوهمة وجود سؤال، إنني إعلامية النشأة والثقافة والمهنة والاحتراف . فقد عملت في الإذاعة اليمنية منذ طفولتي ثم انتقلت الى التلفزيون ثم عندما تخرجت من كلية الإعلام بجامعة القاهرة عملت رئيسة لقسم التحقيقات في صحيفة الثورة وهي أكثر صحف اليمن الرسمية انتشاراً .وعندما أنهيت الماجستير من أمريكا عملت في التخطيط بوزارة الإعلام، وعندما أنهيت الدكتوراه من فرنسا عملت في جامعة صنعاء وأنشأت قسم الإعلام بها . وأينما كنت أو حللت لم أتوقف عن الكتابة الصحفية أبداً فهل استوفيت التعريف؟ [email protected]