قال الله تعالى : " الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فأخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل ٭فانقلبوا بنعمة من الله وفضل ولم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم " صدق الله العظيم . المبادئ والقيم وما تحتويه من معاني جميلة تقود إلى الخير والعدل وجمال الأخلاق وصفاء النفس والسريرة ونقاء القلب من الأحقاد والضغينة، وأجمل من كل ذلك التمسك بالمبادئ والقيم والحرص على عدم التهاون بهما لأي سبب كان خوفاً أو مجاملة، والثبات على الموقف طالما كان عادلاً وصحيحاً ليس فيه ظلم لأحد ولا تجنٍ ولا استبداد، عندها يكون الثبات واجباً مهما كانت قوة من أمامك وسطوته فلا يجب الرضوخ ولا التراجع عن الحق والفضيلة خوفاً على النفس أو الرزق أو الحياة فكل ذلك يهون في سبيل قول الحق واظهاره مهما كانت التضحيات، ومن تهاون مجاملة لمسؤول أو لمصلحة سينالها أو تدبير مشترك ينضوي تحت سوء النية والقصد أو توحد المصالح وتبادلها فيتكاتف البعض وقد أغمضوا أعينهم وصمّوا آذانهم عن الحق و الحقيقة وهمهم الوحيد أن ينتصروا على كل شيء حتى لا ينكشفوا وتظهر حقيقتهم فهؤلاء لا يخاف منهم أحد ولا يخشاهم شخص ضعيف أمامهم ولكنه متمسك بمبادئه وكل ذلك يزيده إيماناً فيقول حسبنا الله ونعم الوكيل . وتأكد أن من يتوكل على الله فهو حسبه ولن يضره أحد من الخلق مهما فعلوا وصالوا وجالوا وامتشقوا سيوفهم يبحثون عن الطعان، فهو بعون الله وحمايته صلب صامد قادر على الاستمرار والمضي قدما حتى ينجلي الحق وتظهر الحقيقة التي ينتظرها أصحاب المبادئ والقيم . الحقيقة : هذه الكلمة العظيمة الصغيرة في حروفها الكبيرة في معانيها ومدلولاتها فهي بنوعيها " الصالح - الطالح " هدف البشر في كل مكان والحمدلله أن البحث عن الحقيقة الصالحة هي هدف السواد الأعظم من البشر الذين يرومون الصدق والفضيلة والعدل ودائماً ينظرون إلى الحقيقة انها الخير والعفاف والشرف والأمانة والصدق والمحبة والإخاء والتكافل والأمل المشرق والرجاء، فلا يتحركون إلا في محيطها وداخل دائرتها ولا يحيدون عنها أبداً ولا يخشون في الحق لومة لائم ، أما الحقيقة الأخرى وهي حقيقة الشر ووجوده يقينا في بعض النفوس التي تفعل المستحيل لتنصره وتعادي من يقف أمامه وقد يصدر منهم ما يضر الآخرين فلا تظهر عليهم بوادر الرحمة فينساقون في غيهم بالاساءة وقطع الرزق وكأنهم يملكون ذلك ويتباهون بما يفعلون والبسمة تعلو محياهم لانتصارهم نتيجة تكاتف قوى الشر، وقد نسوا أنّ من ازداد ايمانه وخشي الرحمن وقال حسبي الله ونعم الوكيل لا شك أن الله سيحميه وسينتصر عليهم بإذنه تعالى أمّا هم فيمدهم في طغيانهم يعمهمون .. فهل عرفت يا أخي المسلم طريق الحقيقة التي ستختار وأيها ستبتعد عنه، اللهم ابعدنا عن الضلال والظلم والتشفي والحقد، واصلح قلوبنا لتكون منبعا للخير واحقاق للحق وثبتنا أمام الظالمين برحمتك وخشيتنا منك فأنت حسبنا ونعم الوكيل .اللهم أهدنا لما تحبه وترضاه واحمنا من شرور انفسنا وأهوائها . خاطرة الانتصار الحقيقي يكون على أهواء النفس وشهواتها وليس الرقص على أشلاء الآخرين مستعيناً بقوى الشر والظلم واستغلال المناصب والخلان . مكة المكرمة