أضرم متظاهرون في مدينة صحار العمانية الأحد النار في مركز شرطة ومنشآت عامة بعد اشتباكات بين الشرطة وأكثر من ألفي محتج يطالبون بإصلاحات في السلطنة، في خضم الاحتجاجات التي تجتاح الشرق الأوسط منذ أسابيع والتي تتركز على المطالب بتحسين الأوضاع الاجتماعية. وأفادت وكالة "رويترز" أن المحتجين أشعلوا النيران في مركز للشرطة ومبنى حكومي بالمدينة الصناعية بعد أن ذكرت في وقت سابق نقلاً عن شهود عيان، أن متظاهريْن قتلا بنيران الشرطة عندما ردت بالأعيرة المطاطية على محتجين كانوا يلقون حجارة للمطالبة بإصلاحات سياسية في المدينة. وبحسب ما نقلت الوكالة عن شاهد من البلدة فقد "سقط قتيلان بعد أن أطلقت الشرطة أعيرة مطاطية على الحشد". وجاء ذلك بعد تجمع عدد من المحتجين الأحد، لليوم الثاني في صحار حيث قامت الشرطة يتطويقهم. ولم تشر وكالة الأنباء العمانية إلى سقوط القتيلين، وذكرت أن أعمال شغب قامت بها مجموعة "مخربة" منذ فجر السبت وحتى يوم الأحد في صحار أدت إلى تعطيل حركة السير من وإلى الولاية، بعد أن قامت هذه المجموعة بقطع الشارع الرئيس في الولاية ومنع المواطنين من الذهاب إلى أعمالهم. وقالت الوكالة إن هذه "المجموعة المخربة" قامت بإحراق عدد من السيارات الحكومية والخاصة وناقلة نفط وتدمير عدد من الممتلكات الحكومية والخاصة، من بينها منزل والي صحار واحراق مركز تابع للشرطة في ولاية صحار والاعتداء على بعض اعضاء مجلس الشورى. وأشارت إلى أفراد الشرطة حاولوا احتواء الموقف منذ يوم السبت غير أن هذه المجموعة قامت بمهاجمة الشرطة مما ادى إلى وقوع إصابات بين أفرادها وقد اضطر أفراد الشرطة إلى الدفاع عن أنفسهم وأدى ذلك إلى وقوع إصابات بين هذه المجموعة. واعتبرت الوكالة الحكومية أن هذه الأعمال تتعارض مع طبيعة المجتمع العماني الذي يتسم بالاعتدال والاتزان كما تتعارض مع النظام الاساسي للدولة والقوانين السارية التي تنص على المحافظة على سلامة ومكتسبات الدولة. وكان أكثر من ألفين شاب عماني بدأوا السبت اعتصاما في دوار صحار (دوار الكرة الأرضية) مطالبين بإصلاحات اقتصادية واجتماعية، مؤكدين أن هدفهم الأول الحصول على وظائف. ويربط دوار صحار مناطق سلطنة عمان بدولة الإمارات العربية، كما أنه يربطها بميناء صحار الصناعي الواقع بجانب أكبر منطقة صناعية عمانية. وتعاملت قوات الأمن مع المعتصمين بحذر كبير في بداية الاعتصام ولم تتدخل وحاولت تطويق الاعتصام حتى لا يمتد على مساحات أكبر، لكن الأمر بدأ في الخروج عن السيطرة عندما حاول المتظاهرون اقتحام مركزا للشرطة. وقال شهود عيان إن الشرطة استخدمت المياه الساخنة، والغازات المسيلة للدموع لتفريق المعتصمين لكنها لم تفلح الأمر الذي أحدث ارتباكا كبيرا في مجمل المشهد. وهناك احتجاجات أيضا في بلدة صلالة الجنوبية حيث يعتصم متظاهرون منذ يوم الجمعة قرب مكتب أحد المحافظين. وتزامن ذلك مع إجراء السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان تعديلا وزاريا على حكومة العمانية شمل ست وزارات، كما أصدر مراسيم سلطانية بتعيينات جديدة فى الحكومة ومجلس الدولة.