أحبطت وحدة خاصة من المديرية العامة الجوازات، 3500 تصريح حج مزور، أعدتها عصابة مكونة من خمسة أشخاص بينهم سيدة سعودية للبيع بمبلغ ألف ريال للتصريح الواحد. أكد ل «عكاظ» مدير عام الجوازات اللواء سالم البليهد سقوط العصابة الخماسية وستنال الجزاء الرادع، مشيرا إلى أن أعمال البحث والتحري أسهمت في كشف عملية التزوير التي لو تمت لكانت ستؤدي إلى افتراش الحجيج في المشاعر المقدسة. وأوضح اللواء البليهد أن المراكز الواقعة على مداخل مكة ستبلغ بالتدقيق في تصاريح الحج لمنع دخول أي تصريح مزور عبر الكوادر البشرية المدربة والمؤهلة لأعمال الحج والأجهزة والمعدات الحديثة لمكافحة التزوير وأجهزة الحاسب الآلي المطورة لضمان إنهاء الإجراءات لدخول الحجاج بكل يسر وسهولة. لافتا إلى أنه تم دعم مداخل مكةالمكرمة والمدينة المنورة بضباط وأفراد مؤهلين لكشف محاولة تهريب الوافدين المتأخرين عن المغادرة وكشف الوثائق المزورة، وكذلك دعم مداخل مكةالمكرمة بطاقم نسائي مدرب للتفتيش على السيدات للتأكد من عدم مخالفتهن للأنظمة والتعليمات المتعلقة بالحج ونظام الإقامة. وبالعودة إلى إحباط التصاريح المزورة في جدة أمس، أكدت ل «عكاظ» مصادر مطلعة في الجوازات، أن الوحدة الخاصة تمكنت من ضبط العصابة الخماسية، واعتمدت على معلومات بحثية عبر عناصر مختصة في ذلك ضمت ضباطا وأفرادا مختصين في أعمال البحث والتحري ومكافحة التزوير، عملت على رصد وتحليل المعلومات الواردة إليها المتمثلة في وجود الشبكة، وعلى الفور وخلال أربعة أيام متواصلة تمكنت من الوصول إلى جميع الأعضاء المشاركين في أعمال التزوير ودهم الوكر الذي تدار من خلاله العمليات. وأنهى فريق البحث والتحري وبعد مرور 96 ساعة عمليات المراقبة والبحث، وتم التأكد من وجود مكتب خاص بالمقاولات (شمالي جدة) يستقبل أشخاصا من جنسيات مختلفة يبدون رغبتهم في أداء فريضة الحج، ويتقاضى المكتب من كل حاج مبلغا يتراوح بين 700 إلى 1000 ريال، ويستكمل المكتب جميع أوراق الحجاج تمهيدا لإصدار التصاريح خلال 48 ساعة. ومهمة مكتب المقاولات إحالة جميع المستندات إلى شبكة التزوير؛ سعوديين، يمني، برماوي، والسيدة السعودية صاحبة المكتب. وأبانت المصادر بأن الشبكة استغلت اسم شخصية معروفة بهدف تمرير العملية بحيث يوضع الاسم على تصاريح الحج المزورة مع وضع صورة الحاج، وبعد ذلك يتم ختمها بختم الجوازات المزور لتصبح جاهزة للاستخدام. واعتمد فريق البحث على تعزيز موقع الوكر بعدد كبير من رجال الجوازات، مع عملية تطويق أمني ناجح، أفضى إلى القبض على جميع أعضاء الشبكة، إضافة إلى ضبط آلاف التصاريح المزورة، وكامل آلات الشبكة المزورة، وإحالتهم إلى إدارة التزوير في جوازات منطقة مكةالمكرمة، التي باشرت مهماتها التحقيقية. وقضت تعليمات مدير عام الجوازات بسرعة الانتهاء من التحقيقات، لمعرفة ما إذا كان هناك متورطون مرتبطون بالشبكة لم يتم إسقاطهم، خاصة في ظل عدم ضبط الختم المزور، ووجود معلومات تشير إلى أن أحد أبرز المتورطين من جنسية برماوية ما زال هاربا، وواصلت الوحدة تحركاتها في مواقع عدة لملاحقة العنصر الأهم في العصابة، فدهمت عددا من الأوكار وفرضت نقاط مراقبة في أكثر من موقع قبل أن تتم معاودة أعمال التحقيق مع المضبوطين، وبعد مرور 24 ساعة تأكد فريق البحث والتحري بأن العنصر الأهم يتواجد في موقع غربي جدة، ففرضت رقابة لصيقة لضبطه وبحوزته الختم المزور، وهو ما تحقق بعد مشاهدته يحمل حقيبة جلدية وهو يهم بمغادرة محافظة جدة، بعد أن علم بضبط بقية رفاقه. وتشير المصادر إلى أن العنصر الأهم في الشبكة حاول التملص مدعيا الخوف وعدم معرفته بما يدور، غير أن التفتيش الدقيق كشف الختم مخبأ في الحقيبة، وتم اقتياده للتحقيق. وجاء في محاضر اعترافات المضبوطين الأولية، أنهم بيتوا النية لإدخال أعداد كبيرة من الحجاج إلى المشاعر المقدسة بتصاريح مزورة، بعد أن جهزوا أكثر من 3500 تصريح مزور، إضافة إلى آلاف أخرى كانت في طور الإعداد. واعترف الجناة بأن الختم يعود للوافد البرماوي الذي يتقاضى النصيب الأكبر وقدره 500 ريال من كل حاج فيما تتقاضى صاحبة المكتب 50 ريالا عن كل تصريح يتم بيعه، فيما يتقاضى الشابان السعوديان مبلغ 100 ريال عن كل حاج و250 ريالا للوافد اليمني الذي يعمل على استقبال وإحضار الضحايا. إلى ذلك، تنتهي الليلة المهلة التي منحتها وزارة الداخلية للجان تصاريح الحج في الجوازات والتي أصدرتها عقب انتهاء الفترة الماضية وتمديد المهلة حتى السابع من ذي الحجة. واشار رئيس لجان تصاريح الحج في جوازات جدة النقيب العبدلي إلى أن اللجنة ستستمر في إصدار التصاريح حتى اللحظات الأخيرة قبل أن يتم إقفال النظام آليا. عكاظ