استعرضت ورشة التخطيط الاستراتيجي لجامعة الباحة والمنعقدة بجدة في يومها الأول نماذج حية للجامعات الأكثر شهرة على المستوى العالمي وناقشت أهمية البرامج الأكاديمية المعتمدة عالمياً وأهميتها للجامعات. وتناولت الورشة التي يديرها البروفيسور ديفيد سيفن لو خبير التخطيط الاستراتيجي للجامعات والمنشآت الأكاديمية ببريطانيا اهتمام مختلف الدول بالتعليم العالي والإنفاق المهول على التعليم العالمي باعتباره استثمار هام لأي مجتمع، كما استعرضت الورشة النهضة الكبيرة التي شهدتها بعض الدول في السنوات الأخيرة ودور التعليم العالي فيها. وفي بداية الورشة رحب معالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور سعد بن محمد الحريقي بالمشاركين في الورشة، مشيراً إلى أن الخطة الاستراتيجية تهدف لرسم مسيرة الجامعة خلال العشر سنوات المقبلة. وأبان د. الحريقي بأن هذا اللقاء يعد من أبرز اللقاءات لرسم الخطة الاستراتيجية، معلناً عن تنفيذ الخطة فور الانتهاء من الورش مباشرة. أما الدكتور عصام بن أحمد الرحبي رئيس الفريق الاستشاري فاستعرض أهداف مشروع الخطة الاستراتيجية والمتمثلة في الارتقاء بكفاءة نظام التعليم العالي من خلال إعداد خطة عملية طويلة المدى لعشر سنوات ذات رؤية مستقبلية طموحة ورسالة واضحة، مشيراً إلى أن الخطة ستتضمن مجموعة من القيم المؤثرة ومعايير تقويم الإنجاز والتي تتضمن تفصيل الغايات والأهداف والاستراتيجيات المطلوبة لصياغة مسقبل الجامعة باعتبارها قطاعاً تنموياً ذات أهمية بالغة. كما استعرض د. الرحبي أهداف المشروع ومخرجاته، مبيناً بأن الورش تتضمن تحليل الواقع والفجوات والتحديات ورسم الخارطة الاستراتيجية والخطة التشغيلية. ونوه د. الرحبي بالدعم اللامحدود الذي يلقاه التعليم العالي من حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني يحفظهم الله، مؤكداً حرص وزارة التعليم العالي على الجودة وزيادة كفاءة التعليم الجامعي والارتقاء بمكوناته وتعزيز كفاءة مخرجاته. وأضاف د. الرحبي بأن الورشة تستعرض صياغة الرؤية والرسالة للجامعة، وتحديد القيم وعوامل النجاح الرئيسية، ومراجعة وتحليل وتحديد عناصر القوة والضعف في الجامعة وكذلك الفرص والتحديات من منظور قيادي واستراتيجي، فضلاً عن تحديد مرتكزات وعوامل النجاح الرئيسية، ووضع الأهداف الإستراتيجية العامة. وأشار د. الرحبي إلى أن الخطة الإستراتيجية ستعمل على رسم الطريق الذي يجب أن تسلكه الجامعة لتحقيق أهدافها في الارتقاء الأكاديمي لجامعة الباحة ومنسوبيها، فضلاً عن إيجاد بيئة تعليمية ذات جودة عالية ومستوى عالمي، وبناء ثقافة الجودة الشاملة، والتميز في مخرجات البحث العلمي، والتوسع في حجم المستفيدين، والاستثمار الأمثل للموارد، والشراكة مع المؤسسات المحلية والعالمية، وأخيراً التحسين المستمر واقتباس الممارسات العالمية الجيدة. يذكر بأن ورشة العمل تعتبر المرحلة الثالثة حيث سبقها مرحلة التخطيط الأولي وتحديد فريق العمل والفئات ذات العلاقة فضلاً عن الاتفاق على نموذج الخطة الإستراتيجية وجدولة المشروع، أما المرحلة الثانية فشملت 12 ورشة عملية للتخطيط الاستراتيجي لمجموعات مركزة من الطلاب والطالبات وأعضاء هيئة التدريس والإداريين وشارك فيها أكثر من 3000 مشارك، كما شملت تنفيذ ورشة عمل للمجتمع بحضور صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن محمد بن سعود بن عبدالعزيز وكيل إمارة منطقة الباحة فضلاً عن أولياء الأمور وقيادات المجتمع بمنطقة الباحة، كما شملت جمع المعلومات الرئيسية والدقيقة والمتخصصة عن طريق المقابلات، والاستبيانات للاستفادة منها في التحليل البيئي.