يكتنف كثير من الغموض مصير بطولة الخليج ال20 المزمع إقامتها في اليمن في الفترة من 22 تشرين الثاني (نوفمبر) إلى 5 كانون الأول (ديسمبر) المقبلين، عقب التفجيرات التي استهدفت بعض منشآت البطولة. وكان مجموعة من الأشخاص، تقول السلطات اليمنية إنهم ينتمون لتنظيم القاعدة والحراك الجنوبي "الانفصاليين"، قاموا بتفجير نادي الوحدة الرياضي الذي يعتبر أحد الملاعب المخصصة للتدريب في خليجي 20، أسفر عن مقتل 3 أشخاص وجرح 14 آخرين. ويحمل خليجيون كثر أمناء الاتحادات الخليجية ومسؤولي وزارة الداخلية في الدول المعنية حال إصرارهم على إقامة البطولة في موعدها في ظل استمرار التفجيرات والتهديدات الأمنية التي تهدد حياة اللاعبين والمسؤولين والجماهير، مطالبين بنقلها إلى بلد آمن في ظل وجود ترحاب لاستضافة الحدث في أكثر من بلد خليجي، وطالب آخرون ضرورة تدخل الجامعة العربية لأن الأمر يتعلق بأمن عربي وليس خليجي فقط. وحسب آراء نقاد ومحللين اعتبروا أن شرارة التفجيرات الأخيرة في ملعب الوحدة هو نقطة البداية لأعمال تخريبية ينوي المخربون الاستمرار فيها أثناء فعاليات الاستحقاق الخليجي على رغم أن اليمن أكد أنه سيدعم البطولة ب30 ألفا من رجال الشرطة لحفظ الأمن لكن الأيام الأخيرة كشفت أن المخربين بإمكانهم التسلسل إلى المدن الرياضية ومقر سكن الوفود والبعثات التي يتجاوز عدده حسب الإحصائيات بالآلاف. ترقب سعودي وأكد أمين عام الاتحاد السعودي لكرة القدم فيصل عبدالهادي في تصريحات ل"العربية.نت" أنه لم يصل لاتحاد بلاده أي شيء بخصوص نقل البطولة، وعن ما أشيع حول تدخل سري لجامعة الدول العربية بعد هذه الأوضاع الأمنية السيئة اكتفى عبدالهادي متسائلا: ما دخل جامعة الدول العربية في البطولة الخليجية؟". ومن جانبه، قال أمين عام الاتحاد الكويتي لكرة القدم سهو السهو إن الاتحادات الكروية لا تملك قرار نقل البطولة أو تأجيلها، لأن دارسة الوضع الأمني هو أمر متعلق بوزراء الداخلية، نافياً وجود أي تحرك قد يؤدي إلى حسم مصير البطولة في الأيام القليلة المقبلة لتبديد المخاوف الأمنية التي تحيط بهذه المشاركة، نظراً لموجة العنف والخوف التي تسود جنوب اليمن الذي سيكون مسرحاً لاستضافة العرس الخليجي. وتحفظ الأمين العام للجنة التنظيمية لدول مجلس التعاون ونائب رئيس الاتحاد البحريني لكرة القدم احمد النعيمي عن التعليق على تصاعد التوتر الأمني في اليمن، مشيراً إلى أن اتحاده يركز حالياً على إعداد المنتخب الأول لدورة الخليج. وأضاف "نجري تحضيراتنا على أساس أن هناك دورة خليج ستقام بتاريخ 22، سواء في اليمن أو أي مكان آخر". قلق إماراتي في الجانب الإماراتي أكد محمد مطر غراب نائب رئيس لجنة المنتخبات باتحاد الكرة لكرة مشاركة المنتخب الإماراتي في "خليجي 20"، وأوضح أن عدم المشاركة بسبب التخوفات الأمنية ليست من سلطة اتحاد الكرة، وإننا في لجنة المنتخبات نجهز أنفسنا للمشاركة ونعد المنتخب فنيا وبدنيا حتى يظهر بشكل جيد في البطولة المحببة على قلوب كل الخليجين . وقال غراب في تصريح خاص ل "العربية.نت" إن الوضع الأمني في اليمن غير مستقر حاليا، وبالتالي فإقامة البطولة في مثل هذه الظروف غير مطمئن ، ولابد للأمانة العامة لدول مجلس التعاون الخليجي من حسم الأمر، سواء بالتأكيد على إقامة البطولة في موعدها الطبيعي، أو تأجيل البطولة لمدة عام، خاصة أن اللوائح تجيز التأجيل إذا كانت الظروف لا تسمح بإقامتها . وأشار إلى أن المشاركة في خليجي 20 أصبحت أمرا سياسيا وليس رياضيا فقط ، كون الأمور تخطت العمل الرياضي، وأن هناك خطورة على الفرق واللاعبين المشاركين، خاصة بعد الاعتداءات التي حدثت لملعبي الوحدة والشعلة خلال الأيام الماضية، ومالم تصدر تعليمات عليا فإن مشاركة المنتخب الإماراتي قائمة . دعم قطري وفي الجانب القطري، فقد نفى أمين عام اتحاد الكرة سعود المهندي مساعي بلاده لاستضافة منافسات خليجي 20 في حديثه لصحيفة "البلاد" البحرينية، قائلاً:" لازلنا نؤكد دعمنا المطلق لاستضافة اليمن لدورة الخليج، فموقفنا لن يتغير، إلا إذا صدر قرار خليجي موحد تجاه نقل الاستضافة، أو تأجيل إقامة البطولة". وأكد المهندي أن قطر لا تسعى إطلاقاً لتنظيم العرس الخليجي على أراضيها في حال قرر الأشقاء الخليجيون نقل الاستضافة، رغم استعداد بلاده التام من جميع النواحي، لأنها مؤمنة بضرورة تطبيق نظام المداورة، مضيفا:لا يمكن لنا أن نسلب حق البحرين في التنظيم بصفتها الدولة الاحتياط". ثقة يمنية ومن جانب الجهة المنظمة للبطولة، استبعد مدير عام مكتب الشباب والرياضة بمحافظة عدن جمال اليماني أن يؤدي وقوع الحادث الإجرامي الذي استهدف مقر نادي الوحدة مساء الاثنين الماضي إلى إفشال استضافة اليمن لبطولة الخليج. وقال اليماني في تصريحات خص بها العربية.نت "أعتقد أن حدوث الفرقعات المتعمدة لن تثني الأشقاء الخليجيين عن الحضور إلى عدن التي يراد لها تخريب كل ماهو رياضي جميل على مستوى البنى التحتية غير المسبوقة". وتابع اليماني أتوقع بأن وقوع بعض الأحداث المؤسفة مثلما حدث لملعبي الشعلة والوحدة عدن، ستجد من الأشقاء في الخليج والعراق التعاطف معنا بعد وصول التحضيرات الجارية إلى مراحلها النهائية ولن يكون غريباً وقوفهم إلى جانبنا في إنجاح استضافة بطولة خليجي 20 على ملاعب عدن وأبين. خوف المستثمرين ويؤكد اقتصاديون أن البطولة لو أقيمت في موعدها لن يجني المستثمرون اليمنيون ما كانوا يؤملونه في وقت سابق لأن استثماراتهم تكمن في أمورعدة مثل الفنادق والشقق والمطاعم والأماكن السياحية وشراء التحف والهدايا وسيارات النقل والأجرة وحضورالمباريات وفتح مجال استثمارات خارجية وكل هذا لن يتحقق كما ينبغي بسبب زعزعة الأمن فأعداد الجماهير التي شهدتها بكثافة خليجي 17 و18 و19 لن تتكرر في خليجي 20 لو أقيمت في اليمن، وأكد الاقتصاديون أن التفجيرات في عدن وأبين هددت مشاريع استثمارية كثيرة خصوصا تلك القادمة من خارج اليمن. وهو ما أكده المستثمر فايز قاسم مهدي "ستبقى مباني الفلل والشقق التي أعدت جيدا لاستثمارها في وقت سابق لاستقبال أبناء الخليجي خالية خصوصا وأنه ملايين الريالات صرفت على تجهيز بعضها وإعادة تأهيل البعض الآخر والسبب ما يرتكبه بعض الجماعات من حماقات لزعزعة الأمن".