ترتفع وتيرة الأخبار والشائعات المتعلقة بدورة "خليجي 20" بقوة في الآونة الأخيرة، حتى أن الحديث عن تأجيلها أو نقلها من اليمن اخذ منحا علنيا على شاشات التلفزة والصحف في دول مجلس التعاون الخليجي. دورة كأس الخليج مقررة في اليمن من 22 نوفمبر حتى 5 ديسمبر المقبلين في محافظتي عدن وأبين الجنوبيتين، والقرار كان اتخذ من قبل الاتحادات الخليجية على هامش الدورة السابقة مطلع عام 2009 في سلطنة عمان، لكن عدم الاستقرار الأمني وخصوصا في جنوب اليمن جعل الاستضافة موضوعا دسما. ويحاول المسؤولون في الاتحادات الخليجية لكرة القدم تجنب الإجابة العلنية عن نقل أو تأجيل كأس الخليج، والتبرير الأبرز "انه قرار سياسي"، لكن تعرض منشأتين رياضيتين للتفجير والشغب في الأيام الماضية وارتفاع وتيرة الأعمال الأمنية في جنوب اليمن فرض واقعا جديدا جعل الاتصالات بين الاتحادات الخليجية تبحث بجدية في مصير البطولة. وكشف مصدر كروي بحريني لوكالة "فرانس برس" اليوم "وجود اتصالات بين الاتحادات الخليجية لكرة القدم لدراسة تأجيل أو نقل دورة كأس الخليج العشرين المقررة في اليمن". وقال "اعتقد أن هناك اتصالات بين الاتحادات الخليجية بهذا الشأن خصوصا أن الوضع الأمني في اليمن يتصاعد يوما بعد يوم، ولذلك يجب أن نفكر بمسؤولية وان نقول انه من الصعب إقامة البطولة في اليمن"، مضيفا "من الآن وحتى موعد البطولة كل شيء ممكن". وأوضح "هل نجامل أنفسنا وندفع الثمن"، مؤكدا "من يضمن أن الأوضاع ستكون آمنة في حال التأجيل". ونشرت صحيفة "الإمارات اليوم" الإماراتية اليوم أيضا تقريرا حول "خليجي 20"، فكشفت بدورها استنادا إلى مصادرها "أن اتصالات سرية بدأت فعليا بين عدد من اتحادات كرة القدم في دول الخليج بهدف تأجيل "خليجي 20" لتقام في ظروف أفضل بسبب الهواجس والتطورات الأمنية الأخيرة التي شهدها اليمن". وأضافت "المنتخبات التي تستعد للسفر إلى اليمن للمشاركة في البطولة متخوفة من مشاهد التفجيرات الدامية التي حدثت أخيرا، لا سيما في ملعبي الوحدة والشعلة في عدن كونهما من الملاعب المخصصة لإقامة مباريات البطولة الخليجية". ونقلت الصحيفة عن عضو مجلس إدارة الاتحاد الإماراتي لكرة القدم راشد الزعابي قوله "في ظل التطورات الأمنية الأخيرة التي يشهدها اليمن فانه بات مطلب جميع دول المنطقة إقامة البطولة في ظروف ملائمة"، مضيفا "حسب المستجدات الحالية التي تدور في الساحة فانه يجب دراسة الأمور بصورة متأنية واتخاذ القرار الصائب بهذا الخصوص بما يدعم إقامة البطولة بالشكل المطلوب والتوصل إلى حلول أو صيغة تبعد كأس الخليج عن أي مشكلات". وأكد أن "مسألة التوتر الأمني ستؤثر في البطولة بشكل سلبي، خصوصا على صعيد الحضور الجماهيري، فمن الطبيعي أن يخاف الجمهور في ظل هذا الوضع وان لا يغامر ويضع نفسه في موضع الخطر". واستدرك الزعابي بالقول "قرار المشاركة في خليجي 20 في اليمن من عدمه في ظل الوضع الراهن يعد قرارا سياسيا". ورغم كل هذه البلبلة، ما يزال المسؤولون اليمنيون يؤكدون أن البطولة قائمة في موعدها، وان كل هذا الضجيج ما هو إلى للتشويش على قدرة اليمن على الاستضافة. وكان وزير الشباب والرياضة اليمني حمود عباد أكد الخميس الماضي أن الملاعب الخاصة باستضافة الدورة أصبحت جاهزة بنسبة مئة بالمئة، في حين أن رئيس اللجنة الأمنية العليا اللواء الركن صالح الزوعري يؤكد باستمرار وجود خطة أمنية يشرف عليها الرئيس اليمني علي عبدالله صالح مباشرة وينفذها 30 ألف جندي لحماية البطولة والمشاركين فيها. الخطة الأمنية لم تمنع حصول تفجيرين استهدفا نادي الوحدة قبل نحو أسبوع أسفرا عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة 14 آخرين على الأقل حسب مصادر أمنية وطبية، ما أدى إلى اعتقال السلطات الأمنية 19 شخصا معظمهم من تنظيم القاعدة بتهمة الضلوع في التفجيرات حسب مصدر يمني رسمي في عدن. وسبق ذلك بايام أيضا اقتحام عشرات من سكان مدينة البريقة غرب عدن مقر نادي الشعلة الذين ألقحوا به إضرارا كبيرة.