تسلم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، حفظه الله، في قصر الصفا بمكة المكرمة قبل مغرب أمس مجسم الدكتوراه الفخرية من جامعة أم القرى لدوره في خدمة الإنسانية، و تسلم، يحفظه الله، درعًا تذكاريًا من رابطة العالم الإسلامي بمناسبة مرور خمسين عامًا على إنشائها وكذلك الكتاب الوثائقي لمبادرة خادم الحرمين الشريفين في "المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار". جاء ذلك خلال استقباله، يحفظه الله، لكل من الدكتور خالد بن محمد العنقري، وزير التعليم العالي، يرافقه مدير جامعة أم القرى الدكتور بكري بن معتوق عساس، ووكلاء الجامعة وعمداء الكليات وكبار المسؤولين، واستقباله، أيضًا، لأمين عام رابطة العالم الإسلامي الشيخ الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي، وكبار المسؤولين في الرابطة.واستقبل المليك كذلك، صاحب السمو الملكي الأمير رشيد بن الحسن الثاني، واستقبل، حفظه الله، صالح بن أحمد الزهراني وابنيه سعيد وخالد الذين عبروا عن شكرهم وتقديرهم للملك المفدى على عزائه ومواساته لهم في فقيدهم الشهيد المقدم طيار عبدالله بن صالح الزهراني، رحمه الله، الذي استشهد أثناء مهمة عمل تدريبية في إسبانيا. وخلال الاستقبال ألقى صالح بن أحمد الزهراني والد الشهيد المقدم طيار عبدالله الزهراني كلمة رفع فيها الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين القائد الأعلى لكافة القوات العسكرية على عزائه ومواساته لهم في فقيدهم. كما عبر عن شكره وتقديره للملك المفدى ولسمو ولي عهده الأمين على ما وجده ذوو الفقيد من رعاية كان من شأنها تخفيف مصابهم وأحزانهم. وحمد الله أن قيض لهذا البلد الكريم قيادة حكيمة لا تدخر جهداً في متابعة أحوال المواطنين وتخفيف آلامهم وأحزانهم وقال: ”ما حظينا به من لفتة كريمة من لدن مقامكم الكريم بتوجيهاتكم يحفظكم الله للجهات المختصة بمتابعة إجراءات سفر أسرة الشهيد، إن شاء الله ، ونقل جثمانه إلى أرض الوطن في وقت وجيز فهذا الأمر يعد مصدر فخرنا واعتزازنا“. بعد ذلك ألقى مدير جامعة أم القرى الدكتور بكري بن معتوق عساس كلمة أعرب فيها عن اعتزاز الجامعة بموافقة خادم الحرمين الشريفين على رغبتها في منحه شهادة الدكتوراه الفخرية في خدمة الإنسانية. وقال: إن التوافق الدولي رسميًا وشعبيًا على دوركم في خدمة الإنسانية لم يأت من فراغ فأياديكم متع الله بكم في خدمة الإنسانية كثيرة تفوق الحصر والناظر في هذه الجهود الإنسانية، يا خادم الحرمين، يجدها تنتظم في مجالات كثيرة. واستعرض جهود خادم الحرمين الشريفين في عدد من المجالات الإنسانية وقال: إنها تشمل مجال الغوث الإنساني حيث مساعداتكم للدول المتضررة مذكورة مشهورة، لا تختص ببلد ولا إقليم ولا جنس ولا ديانة بل شملت القريب والبعيد وليس الجسر الإغاثي للباكستان عنا ببعيد ولا مساعدتكم لغيرها بخافية. وأضاف: وفي مجال التواصل الإنساني حيث بذلتم العديد من الجهود لتحقيق حياة إنسانية مستقرة يتواصل فيها الإنسان بأمن وسلام مع أخيه الإنسان وذلك عبر مبادرات الحوار المحلي والعالمي وجوائز الترجمة والتراث والثقافة ومشروع الابتعاث الرائد الذي شكل بوابة تواصل ثري مع الثقافات المختلفة ولم تزل أصداء كلمتكم الصادقة تتجاوب في الآفاق حين قلتم: وتبلور في ذهني أن أطلب من ممثلي أتباع الأديان السماوية الاجتماع كإخوة يشتركون في إيمانهم وإخلاصهم لكل الأديان توجههم إلى رب واحد للنظر في إنقاذ البشرية مما هي فيه. وقال: في مجال الرفاه الإنساني حيث دعمتم مسيرة حقوق الإنسان في المملكة العربية السعودية وجاءت بياناتكم وقراراتكم باستمرار يا خادم الحرمين مناصرة لأصحاب الحق ومدافعة عن المظلومين كما أنكم أسهمتم بشكل فاعل في دفع عجلة الحركة الاقتصادية محليًا وعالميًا عبر إنشاء المدن الاقتصادية والمشاركة الفاعلة في القمم العالمية المؤثرة. وتناول الجميع طعام الإفطار على مائدة خادم الحرمين الشريفين.