استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في قصر الصفا بمكة المكرمة قبل مغرب أمس الأمير رشيد بن الحسن الثاني. كما استقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الشيخ الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي وكبار المسؤولين في الرابطة. واستقبل صالح بن أحمد الزهراني وابنيه سعيد وخالد الذين عبروا عن شكرهم وتقديرهم للملك المفدى على عزائه ومواساته لهم في فقيدهم الشهيد المقدم طيار عبدالله بن صالح الزهراني، الذي استشهد أثناء مهمة عمل تدريبية في إسبانيا. كما استقبل وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري يرافقه مدير جامعة أم القرى الدكتور بكري بن معتوق عساس ووكلاء الجامعة وعمداء الكليات وكبار المسؤولين في الجامعة بمناسبة تفضل خادم الحرمين الشريفين بقبول شهادة الدكتوراه الفخرية في خدمة الإنسانية من الجامعة. وخلال الاستقبال ألقى صالح بن أحمد الزهراني والد الشهيد المقدم طيار عبدالله الزهراني كلمة رفع فيها الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين القائد الأعلى لكافة القوات العسكرية على عزائه ومواساته لهم في فقيدهم. كما عبر عن شكره وتقديره للملك المفدى ولولي عهده الأمين على ما وجده ذوو الفقيد من رعاية كان من شأنها تخفيف مصابهم وأحزانهم. وحمد الله أن قيض لهذا البلد الكريم قيادة حكيمة لا تدخر جهدا في متابعة أحوال المواطنين وتخفيف آلامهم وأحزانهم، وقال: «ما حظينا به من لفتة كريمة من لدن مقامكم الكريم بتوجيهاتكم يحفظكم الله للجهات المختصة بمتابعة إجراءات سفر أسرة الشهيد - إن شاء الله - ونقل جثمانه إلى أرض الوطن في وقت وجيز فهذا الأمر يعد مصدر فخرنا واعتزازنا». بعد ذلك ألقى مدير جامعة أم القرى الدكتور بكري بن معتوق عساس كلمة أعرب فيها عن اعتزاز الجامعة بموافقة خادم الحرمين الشريفين على رغبتها في منحه شهادة الدكتوراه الفخرية في خدمة الإنسانية. وقال: «إن التوافق الدولي رسميا وشعبيا على دوركم في خدمة الإنسانية لم يأت من فراغ، فأياديكم متع الله بكم في خدمة الإنسانية كثيرة تفوق الحصر والناظر في هذه الجهود الإنسانية يجدها تنتظم في مجالات كثيرة». واستعرض جهود خادم الحرمين في عدد من المجالات الإنسانية وقال: «إنها تشمل مجال الغوث الإنساني، حيث إن مساعداتكم للدول المتضررة مذكورة مشهورة، لا تختص ببلد ولا إقليم ولا جنس ولا ديانة، بل شملت القريب والبعيد وليس الجسر الإغاثي للباكستان عنا ببعيد ولا مساعدتكم لغيرها بخافية. وفي مجال التواصل الإنساني حيث بذلتم العديد من الجهود لتحقيق حياة إنسانية مستقرة يتواصل فيها الإنسان بأمن وسلام مع أخيه الإنسان، وذلك عبر مبادرات الحوار المحلي والعالمي وجوائز الترجمة والتراث والثقافة ومشروع الابتعاث الرائد الذي شكل بوابة تواصل ثري مع الثقافات المختلفة، ولم تزل أصداء كلمتكم الصادقة تتجاوب في الآفاق حين قلتم، وتبلور في ذهني أن أطلب من ممثلي أتباع الأديان السماوية الاجتماع كإخوة يشتركون في إيمانهم وإخلاصهم لكل الأديان توجههم إلى رب واحد للنظر في إنقاذ البشرية مما هي فيه. وفي مجال الرفاه الإنساني حيث دعمتم مسيرة حقوق الإنسان في السعودية وجاءت بياناتكم وقراراتكم باستمرار مناصرة لأصحاب الحق ومدافعة عن المظلومين، كما أنكم أسهمتم بشكل فاعل في دفع عجلة الحركة الاقتصادية محليا وعالميا عبر إنشاء المدن الاقتصادية والمشاركة الفاعلة في القمم العالمية المؤثرة. ولعل من أبرز جهودكم في مجال الرفاه الإنساني ما بذلتموه وتبذلونه في خدمة مسيرة التعليم العالي في المملكة لما للمنجزات العلمية من دور بارز في تسهيل حياة الإنسان وترقيتها، وحسبنا حصولكم على جائزة الملك خالد رحمه الله للإنجاز الوطني في مجال التعليم العالي، ولا عجب فقد أنشأتم جامعة الملك عبدالله التي خصصت 85 % من مقاعدها لغير السعوديين، فأصبحت بذلك محضنا متميزا للعقول المبدعة من سائر أنحاء العالم». بعد ذلك تسلم خادم الحرمين من وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري ومدير جامعة أم القرى الدكتور بكري عساس شهادة الدكتوراه الفخرية في خدمة الإنسانية. وأعرب الملك المفدى عن شكره وتقديره لوزير التعليم العالي ولجامعة أم القرى والقائمين عليها داعيا الله سبحانه وتعالى لهم بالتوفيق والنجاح. حضر الاستقبالات الأمير محمد بن سعود بن عبدالعزيز والأمير بندر بن خالد بن عبدالعزيز والأمير عبدالإله بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين والأمراء والوزراء وعدد من كبار المسؤولين. وتناول الجميع طعام الإفطار على مائدة خادم الحرمين الشريفين. بعد ذلك تسلم خادم الحرمين الشريفين من الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي درعا تذكارية من رابطة العالم الإسلامي بمناسبة مرور 50 عاما على إنشائها، وكذلك الكتاب الوثائقي لمبادرة خادم الحرمين الشريفين في «المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار». كما تسلم من وزير التعليم العالي ومن معالي مدير جامعة أم القرى هدية بهذه المناسبة عبارة عن مجسم لشهادة الدكتوراه الفخرية في خدمة الإنسانية .