أكدت مصادر سعودية ل"العربية" توصل هيئة تنظيم الاتصالات في المملكة وشركة الاتصالات السعودية وموبايلي وزين الى اتفاق مع الشركة المنتجة لجهاز بلاك بيري "ريسيرتش إن موشن" يضمن اطلاع ومراقبة المحتويات المتناقلة عبر خدمة بلاك بيري في المملكة. وأضافت المصادر أن هذا الإجراء دخل مراحل الاختبارات النهائية تميهداً لإقرارها وحلّ المشكلة التي تفجرت في الفترة الاخيرة. وكانت الشركة صانعة هواتف "بلاك بيري" قد بدأت مباحثات مع المملكة لدراسة إمكانية تركيب خوادم في السعودية لتفادي حظر هددت السعودية بفرضه على خدمة التراسل الفوري "ماسنجر" على هواتف "بلاك بيري". وعلى الرغم من بعض الأنباء عن انقطاعات مؤقتة لهذه الخدمة فإنه كان باستطاعة مستخدمي "بلاك بيري" في المملكة الدخول على الخدمة مساء أمس الجمعة 6-8-2010، بعد مرور ساعات على الموعد الذي هددت المملكة بقطع الخدمة فيه خشية استخدامها في ما يضر بالأمن القومي. وقال مصدر على دراية مباشرة بالمفاوضات إن المحادثات بين شركة ريسيرش ان موشن "اراي ام" المصنعة لبلاك بيري وهيئة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات السعودية أحرزت تقدماً. وقال المصدر لرويترز، طالباً ألا ينشر اسمه: "إننا نختبر الحلول الفنية مع ارايام ولأكون أكثر دقة اختبار وضع خوادم". ولم يرد مسؤولو ارايام في كندا على المكالمات التي تسعى للحصول على تعقيب على المحادثات. وقال المصدر إن الخيارين المقترحين لحل النزاع هما وضع خوادم في السعودية أو برنامج يمكن الحكومة السعودية من الوصول الى البيانات في الحالات التي تؤثر في الأمن القومي. ولم تقل هيئة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات السعودية هل بدأ تنفيذ الحظر، والسعودية هي أكبر سوق ل"اراي ام" في الشرق الأوسط إذ يبلغ عدد مستخدمي بلاك بيري في المملكة 700 ألف. وتخضع "ار اي ام" لضغوط كي تفتح شبكتها شديدة التأمين أمام التدقيق الحكومي إذ يطالب عدد متزايد من الدول بالوصول الى البيانات المشفرة التي ترسل عبر الجهاز متذرعة بالمخاوف الامنية. وعبرت الهند والسعودية والإمارات العربية المتحدة عن مخاوف متشابهة تتركز كلها على الوصول الى البيانات التي ترسل عبر "بلاك بيري" وتؤلف هذه الاسواق معاً نحو 5% من عملاء الشركة الكندية في العالم. وقد عبّرت الحكومتان الأمريكية والكندية عن القلق من الآثار المحتملة لحظر مثل هذه الخدمات. وقالت صحيفة "الحياة" اللندنية في نسختها على شبكة الانترنت في تقرير لم تحدد مصدره إن "ار اي ام" ربما تحل المشكلة السعودية من خلال تركيب خادم في المملكة للتعامل مع بعض الاتصالات المشفرة عبر شبكة "بلاك بيري". ويوم الخميس الماضي قال المصدر إن "ار اي ام" المصنعة لبلاك بيري "أظهرت درجة من المرونة لم تبدها خلال الثلاثة شهور الماضية يحدث تقدم بدأنا مناقشة الامور الفنية للنظم الجديدة". ولم يتضح الى متى سيستمر الحظر إذا عجز الجانبان عن التوصل الى حل وسط بشأن الشبكة الشديدة التأمين للشركة ومخاوف الحكومة والحل الفني قد يعني أيضاً انقطاع الخدمة. وقال ريان، وهو سعودي في الثلاثينات من العمر وأحد مستخدمي بلاك بيري: "كان يجب عليهم عمل بحوثهم قبل السماح لبلاك بيري بدخول السوق". ويوجد في الإمارات العربية المتحدة المجاورة 500 الف مستخدم لبلاك بيري وهي تعتزم فرض حظر أوسع من 11 من اكتوبر (تشرين الاول) لا يستهدف خدمة ماسنجر فحسب ولكن ايضاً البريد الإلكتروني وخدمات الانترنت على جهاز "بلاك بيري". وكانت مصادر قالت لرويترز إن حكومة الامارات اقترحت ايضاً أن تقوم "ار اي ام" بتركيب خادم يتحكم في خدمات "بلاك بيري" في البلاد. وكانت "ارايام" طالبت بأن توافق شركات الهاتف المحمول الثلاث في المملكة، وهي الاتصالات السعودية التي تسيطر عليها الدولة وموبايلي وزين السعوديتين، على أي حل تقترحه. وقال المصدر "ار اي ام لن تخوض محادثات مع كل شركة على حدة بشأن الحل الذي ترتضيه سيتعين عليها جميعاً قبوله". وقالت الشركة الكندية يوم الاربعاء الماضي إنها لم تقدم أبداً أي ميزة خاصة لحكومة دون أخرى ولا يمكنها تلبية أي طلب للحصول على نسخة من مفتاح التشفير الخاص بالمستخدم. العربية نت