تتسبب كثرة الاتصالات المزعجة بغرض المعاكسة على هواتف الزوجات في كثير من الأحيان في تعرضهن إلى العنف الجسدي من قبل أزواجهن أو آبائهن أو أحد محارمهن، بلا حول لهن ولا قوة. حتى باتت هذه الخدمة العالمية للتواصل بين الناس تشكل رعبا للكثير من النساء اللواتي تعرضن للعنف بسبب ورود اتصالات من أرقام مجهولة على هواتفهن. هذا ما أكدته الاختصاصية الاجتماعية في الفرع النسوي لهيئة حقوق الإنسان بالمنطقة الشرقية، نور الحواس، مضيفة أن أكثر حالات العنف الأسري التي وردت لفرع الهيئة كان جسديا، في حين يختلف تعامل الهيئة مع هذه الحالات وفقا للحالة ودرجة العنف ونوعه. وأشارت الحواس في حديثها ل«شمس» على هامش المحاضرة التي ألقتها تحت عنوان «العنف الأسري»، ونظمها الفرع بالتعاون مع برنامج الأمير محمد بن فهد للتأهيل والتدريب، أمس الأول، إلى أن حالات العنف الجسدي قد تنتهي بلجنة إصلاح ذات البين بين الزوجين وبكتابة تعهد بعدم تكرار ذلك الفعل، وقد تصل في بعض الحالات إلى طلب حق الحماية في حالة وصل العنف لتهديد الحياة، مؤكدة دور الهيئة في أن تثبت المرأة تعرضها للضرر من خلال تقرير طبي، وهي أولى الخطوات التي تتخذها الهيئة حال ورود حالة تعرضت للعنف. وأرجعت الحواس تفاقم حالات العنف الأسري بأنواعه، سواء كان جسديا أو عاطفيا، أو اقتصاديا أو اجتماعيا، إلى الفقر والبطالة وتعاطي المسكرات بأنواعها، فضلا عن ضعف الوازع الديني والأخلاقي والنظرة الدونية للمرأة، وعدم احترام حقوقها، مشيرة إلى أن اختلاط الفهم لدى بعض الرجال لمفهوم القوامة وقيم الرجولة، أسهم بما لا يدعو إلى الشك في ظهور هذا العنف بمختلف أنواعه، مشيرة إلى أن بعض الرجال يضع الضرب معيارا للرجولة، ما ينتج منه عنف جسدي على المرأة والطفل. وأبانت الحواس خلال المحاضرة أن مؤشرات التعرض للعنف قد تكون غالبا إما إصابات متكررة بحجة التعرض لحادث، أو الغياب المتكرر والمفاجئ عن العمل أو المدرسة، أو الخوف المفرط والبعد والعزلة عن الأهل والأصدقاء، إضافة إلى التأخر الدراسي، مشيرة إلى أنه من المحتمل أن يتعرض الشخص للعنف في المنزل أو الشارع أو المدرسة أو أي مكان آخر. وذكرت أن من سبل الحماية من العنف الذي يعد جريمة يعاقب عليها القانون، التحدث علنا ضد العنف واتخاذ الخطوات العملية في التصدي لحالات العنف ومساعدة الضحايا بإيصالهم لمراكز الحماية والتوعية والتثقيف في هذا المجال. واستعرضت الحواس بعض القصص الواقعية من خلال عملها بالهيئة، إضافة إلى عرضها فيلما قصيرا يعرض حالتي عنف تعرضت لهما فتاتان .