الشاب الذي تسلل الى طائرة ركاب سعودية من صندوق عجلاتها في مطار بيروت وعثروا على جثته شبه منشطرة وعالقة فيه بعد وصول "الإيرباص320" الى الرياض فجر السبت الماضي هو ضحية طموح تقطعت بصاحبه السبل في منطقة يسكنها مع عائلته ولا حظ له فيها إلا بقاتل أو مقتول، أي محارب براتب "بارت تايم" مع حزب الله، أو مع غيره هناك، أو مقتول بمغامرة كالتي قام بها بين بيروتوالرياض. هذا ما يمكن استنتاجه من تفاصيل رواها عبر الهاتف مع "العربية.نت" الثلاثاء 13-7-2010 محام وصديق لعائلة الشاب القتيل بين العجلات، فراس حسين حيدر، مع أن المحامي محمد أحمد شقير رفض الاستنتاج وقال: "لكل إنسان ظروفه، ولا أعتقد أن للحي السكني علاقة بحياته واختياراته"، وفق تعبيره من بيروت. ولا يمتّ المحامي شقير بأي صلة قرابة لشخص كادت الحرب الأهلية ستشتعل بسببه قبل عامين، وهو العميد الركن وفيق شقير، قائد جهاز الأمن بمطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، والذي قدم استقالته خطياً أمس الى وزير الداخلية، زياد بارود، نتيجة "ثغرة أمنية" بهذا الحجم قام بها شاب بسهولة ووصل معها الى طائرة قبل أن تقلع من المدرج وكان بإمكانه وهو داخل صندوق عجلاتها أن يفعل بها وبطاقمها وبأكثر من 130 راكباً كانوا على متنها ما يشاء إذا ما اعتمد طريقة الأصوليين للانضمام الى نادي القائمين بالعمليات الانتحارية. فتحة صندوق العجلات تسمح بالتسلل إليه لكن فراس حيدر، ولحسن الحظ، كان من نوع يختلف مع أن حالته المادية والاجتماعية كانت من الأسوأ. والمحامي شقير يعرفه منذ سنوات وكان يراه بمعدل 3 مرات في الشهر ويتحدث إليه "أي كان لي شبه صديق تقريباً، برغم فارق السن بيننا، فعمري 37 وعمره 19 سنة"، بحسب ما قال المحامي المدرك أيضاً لأحواله وأحوال عائلته المكونة من بنت و4 إخوة هو الثاني عمراً بينهم بعد شقيقه الأكبر علي. واعتاد المحامي شقير زيارة العائلة من حين لآخر في منطقة برج البراجنة، وهي منطقة مجاورة للمطار حيث كانت الطائرة التابعة لشركة "طيران ناس" السعودية تتهيأ على المدرج للإقلاع قبل منتصف ليلة الجمعة ب20 دقيقة في الرحلة رقم XY720 الى الرياض، وهي رحلة استغرقت ساعتين و35 دقيقة ووصلت الطائرة في نهايتها عند الثالثة والربع فجر السبت بالتوقيت السعودي وفيها جثة فراس، فكان ما كان من قضية يشرف على التحقيق فيها الآن النائب العام الاستئنافي في جبل لبنان القاضي كلود كرم. والمحقق كرم هو نفسه الممسك بتحقيق مستمر الى الآن في "جريمة كترمايا" البشعة، حيث سحب بعض أهالي البلدة مصرياً اسمه محمد مسلم من سيارة للشرطة نقلته في 29 ابريل (نيسان) الماضي ليمثل جريمة جماعية ارتكبها قبل يومين هناك، فأشبعوه ضربات وركلات تلتها طعنات سكينية عشوائية لفظ أنفاسه معها مضرجاً بين أيديهم كدجاجة مذبوحة، ثم قاموا بتعليقه دامياً على عمود كهرباء في ساحة البلدة بدا عندها كخروف في محل ذبحه الجزار للاستهلاك العام.