من طبع الانسان انه لا يرضى بالظلم الذي يقع عليه في اي مجتمع ، وبلا شك فان لهذا الانسان الحق في مدافعته للظلم بالطريقة المشروعة ، وفي مجتمعنا السعودي تم انشاء الاجهزة الامنية والرقابية والعدلية التي تسترد الحقوق لاصحابها وتنزعها عنوة من مغتصبيها ، دون النظر الى قبيلة أو مذهب ، لكن الصفار له راي مخالف ، حين حاول أن يزرع مظلومية في ذهن طائقته بانهم قد يقعون في تمييز على اساس طائفي، حين يستشهد بالتمييز العنصري ضد السود في أمريكا الذين انتزعوا حقوقهم بتقديم التضحيات التي يرى الصفار انه لا بد أن يقدمها الانسان الشيعي الذي يشعر بان ظلما وقع عليه ، مبشرا طائفته بانهم الان يعيشون في عصر لم يكن كما مضى وان عليهم استغلال الانفتاح للمطالبة بالحقوق. الصفار وهو الذي رفع لواء التعايش بين طوائف المجتمع ، قال ما قال ، فكيف يتحقق هذا التعايش ، وهو في الوقت يزرع في عقول الطائفة الشيعية أن ظلما وقع عليهم على اساس طائفي ، كيف بهذا الذي يحسب أنه مظلوم يمكن أن يعيش الى جانب من يشعر انه ظلمه .. حقيقة الانسان وهو يفرح بما يقرب بين ابناء الوطن الا أنه يصدم بتصريحات من شيوخ معتبرين سواء سنة أو شيعة ، تقتل ذلك الفرح وتهدم ما يبنيه العقلاء ، والعجب أن يكون ذات الشيخ هو من يهدم ما يبنيه بنفسه. فقد طالب حسن الصفار بما أسماه "جهاز مناعة لمقاومة ما يعترضه من فساد وظلم" تسبب في ضعضعة المجتمع وانهياره، وقال " أن هذا الجهاز المناعي يتمثل في رفض الظلم والجهر به " مشيرا الى أن رفع ما أسماه "الفساد والظلم"أسهل بكثير مما كانت عليه في السابق حيث كانت التكاليف باهضة. جاء ذلك في خطبة له يوم الجمعة أمام المصلين في مسجده بالقطيف ، نشر تفاصيلها على موقعه الالكتروني، التي جاء فيها أن "كل فرد من المجتمع عليه أن يشعر بمسؤليته إذا ما رأى ظلمًا أو فساداً يقع في مجتمعه، ومسؤليته تزداد إذا وقع هذا الظلم عليه". وقال "والحمد لله فظروفنا حاليًا تعتبر متقدمة ومتطورة عما هي عليه في السابق" مدعيا بأن تكاليف مواجهة الظلم والفساد في مجتمعاتنا في الماضي باهضة", ولكن "الوضع الراهن نشهد في مجتمعنا حالة إيجابية في طريق مواجهة الظلم والفساد فعلينا استغلالها بعدم السكوت عن أي ظلم يقع علينا" ، حسب قوله. وشرح بالقول " في الماضي كنا نشهد صعوبة في نشر أي ظلامة تقع سيما إذا كانت ضد مؤسسة حكومية, حيث كانت تقرأ على أنها نيل من قوة النظام أو اضعاف لهيبته. ولكن الأمر تغير فأصبح مفتوحًا ولو بنسبة معينة". وقال " ونحن نقرأ اليوم في الصحف المحلية اليومية رصدًا لكثير من المخالفات النظامية التي تقع على شخص ما، أو جهة ما. حتى ما هو ضد الأجهزة الحكومية فإنه ينشر. وكل شخص يتأكد من أنه صاحب حق فعليه بالدفاع عنه عبر المتاح من وسائل الاعلام". وأضاف " كذلك من تلك القنوات التي يستطيع الإنسان عبرها أن يطالب بحقه وجود أجهزة مستقلة لاستقبال الشكاوى والتي تتمثل في ديوان المظالم ومنظمات حقوق الإنسان الرسمية في البلاد وغيرها". وطالب بألا يتشائم الانسان من متابعة حقه ولا ييأس، مشيرا الى أن عدم تمكن بعض هذه الجهات من معالجة بعض القضايا, لا يعني ترك الاستفادة من وجودها, وقال " على كل من يقع عليه الظلم أن يرفع صوته وشكواه لهذه الجهات"، لكنه عاد ليقول "ان تراكم هذه الشكاوى إذا لم تجد طريقها للحل فانه يضع علامات استفهام وموارد شك تجاه هذه المؤسسات" ، منبها الى أن الضغط سوف يؤدي الى حل تلك القضايا المتراكمة ، حسب زعمه. وقال " إن كل فرد من أفراد المجتمع عليه أن يتحمل دوره في دفع الظلم عن نفسه وعن غيره, بكل ما أوتي من إمكانية". ولم ينفك الصفار ليدلل على وجود تمييز عنصري في السعودية ، وبالاخص في القطيف، الا ليشنف اسماع المصلين بقضية وجود التمييز والعنصرية التي كانت تمارس ضد السود في أمريكا، مؤكدا للسامعين أن هذا التمييز العنصري الامريكي تلاشى "بسبب نهضة الشعب ومطالبتهم بحقوقهم". وفي تحريض واضح لطائفته ، طالب بتقديم التضحيات لدفع الظلم المزعوم ، حيث قال " المشكلة التي نواجهها في المجتمع أن كثيرًا من الناس غير مستعدين لدفع الظلم عن أنفسهم فضلًا عن غيرهم". واضاف " بعض الأخوة (اي الشيعة) يشتكون سوء تعامل مديرهم بسبب انتمائهم المذهبي وحين أطلب منهم الذهاب للمسؤل الذي بيده التدخل لهذه القضية يخشون من عواقب الأمر! إذا كان الشخص منا غير مستعد للتضحية في سبيل رفع الظلم عن نفسه فكيف يرتجيها من الغير؟ وهل يرجى منه الدفاع عن غيره إذا لم يطالب بحقه؟". وختم بالقول " الكل منا مطالب بدفع الظلم عن نفسه وعن مجتمعه, وهذا أمر مشروع ومفروض، بل إن السكوت عن الظلم ظلم آخر" .