كشفت (أزد) معاناة شهيد الواجب الجندي أول عيسى بن يحيى عامر البناوي الألمعي و ظروفه الصعبة التي كان يمر بها مع أفراد أسرته التي تقدر بأربعة أشخاص ثلاث بنات وزوجته ، ومدى تحمله لقسوة الزمن عليه ومثابرته واجتهاده للمواصلة في عمله الذي ضرب أروع الأمثلة في أن يكون المواطن الصالح ، وقد قدّم روحه رخيصة لأجل دينه ومليكه ووطنه . يقول ابن عمه نائب عشيرة آل مظلم بقرية سِمَعي برجال ألمع علي محمد عامر أن الشهيد مرّت عليه أزمات وظروف مادية صعبة للغاية ، وكان يعاني منها خصوصاً لعدم امتلاكه لسيارة يذهب بها إلى عمله وكان يأتي إلى عمله من مسافة تزيد عن المائة وخمسين كيلو متر إلى اللواء الثامن عشر بمحافظة خميس مشيط (مقر عمله) ، وكان يرافق بعض زملائه أثناء ذهابه إلى عمله. هذا وقد تعرض الشهيد إلى حادث مروري مروع ذهبت سيارته وخسرها وأنجاه الله من الحادث . وتابع ابن عمله قائلاً : أن الشهيد لم يستطع أن يستأجر له ولعائلته منزلاً بالقرب من مقر عمله ليقترب من أسرته وعمله قدر الإمكان نظراً لظروفه وقد ساهمت مصاعبه المادية في أن يبقى مع أسرته بمحافظة رجال ألمع . في حين أكد عمه علي أن الشهيد كان يسكن في منزل العائلة المتهالك وكان يحاول أن يعيد ترميمه من جديد أو على أقل تقدير بناء منزل له بعد أن حصل أخيراً على منحه رخصة بناء من بلدية المحافظة لذات القبيلة التي ينتمي إليها ، وأضاف: في الحقيقة أن الشهيد لديه التزامات مادية تزيد على مائه وخمسين ألف ريال (150.000ريال) ، ولم يعد هناك من يستطع أن يقوم بترميم منزل الشهيد في الوقت الراهن . هذا بالإضافة إلى أن منزل الشهيد لم يعد المنزل صالح للسكنى نظراً لتهالكه وقدمه . كما أكد أحد أبناء عمومته يحيى زايد وهو معلم في المحافظة إلى أن الشهيد كان يعتبر من المخلصين والمثابرين على أداء عمله ، وكان باراً بأمه ولم يكن يفارقها بل إنه كان على اتصال دائم بها ، وكان يزورها بشكل متواصل بالرغم من ارتباطاته والتزاماته المهنية إلا أنها لم تشغله عن بر والدته والسؤال عنها دائماً . وبيّن أن الشهيد كان يتحلى بالصدق في التعامل ودماثة الأخلاق مع أهالي قريته وكان يحظى بالحب والتقدير من الجميع ، وكان مثالاً للجار الوفي . ولم يسبق وأن تعمد الإساءة لأي شخص بل على العكس تماماً كان يحظى بالحب والتقدير من الجميع .