افتتح معالي الأستاذ الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي رئيس مجلس إدارة الهيئة العالمية للتعريف بالإسلام صباح أمس (الأربعاء) جلسات الاجتماع التنسيقي الأول للجهات المهتمة بالتعريف بالإسلام في دول الخليج العربي والذي تنظمه الهيئة العالمية للتعريف بالإسلام برعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز آل سعود أمير منطقة المدينةالمنورة. وتحدث معاليه عن الكيفية الصحيحة في عرض الإسلام للطرف الآخر، موضحاً أن الدين الإسلامي ثابت في أحكامه لا يتغير، واستدل معاليه بما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم، وبما كان عليه السلف الصالح في التعريف بالإسلام. وأضاف معاليه أن إتقان المعرف لأدوات الإقناع عامل مهم في نجاح مهمة الداعية، وطالب بمراعاة التخصص للداعية وهو سبيل لنجاح مهمته مع إتقانه وفهمه لنفسه الملتقي بشرط الفهم الواضح والصحيح للنص، وتطرق معاليه إلى تطوير عمل الداعية مع المستجدات الحالية المطلوب في إيصال رسالة الإسلام للعالم بأسره. ثم بدأت الجلسة الأولى التي أدارها الدكتور علي بن مقبول العمري حيث استعرض الشيخ حبيب بن محمد الحارثي مساعد أمين عام الهيئة العالمية للتعريف بالإسلام ورقة عمل بعنوان "مفهوم التعريف بالإسلام وحاجة العالم إليه" بيّن فيها بأن التعريف بالإسلام هو عرض وبيان عقائد وعبادات وتشريعات الإسلام لغير المسلمين عن طريق بناء تصور صحيح أو تصحيح تصور خاطئ أو إزالة شبهة، مشيراً إلى أن هناك الكثير من الشواهد لمواقف برز فيها دور التعريف بالإسلام، وذلك عبر التاريخ الإسلامي، ولعل من أبرز المواقف، موقف جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه وتعريفه للنجاشي بالإسلام. وأوضح الحارثي بأنه ليس كل الناس يستطيع أن يحسن عرض الإسلام والتعريف به، كما أنه لا بد من الدقة في اختيار النوعيات التي تعرف بالإسلام، مع أهمية إتقان المعرف لأدوات الإقناع والتعريف بالإسلام وإزالة الشبه عنه. فيما تحدث الشيخ إبراهيم بن عبدالعزيز العلي المشرف على موقع دار الإسلام عضو المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بالربوة بورقة عمل بعنوان "ميادين التعاون وأنواعها وسماتها والحاجة إليها" تناول فيها جملة من الأسباب التي تؤكد ضرورة التعاون بين الجهات المهتمة بالتعريف بالإسلام ومنها توحيد الجهود والتكامل وتنسيق الأدوار ، وعدم الازدواجية، وتبادل المعلومات والخبرات وتعميم النجاحات والأساليب المثلى في العمل إلى الجهات الأخرى لتطوير أدائها الإداري والدعوي، ومعرفة الأخطاء وتقليلها، وتجنب تكرارها لدى جهات أخر، فضلاً عن توحيد المواقف وتقريبها تجاه المستجدات والنوازل المؤثرة على النشاط الدعوي، وتقليل أسباب الخلاف والتباين في الآراء ووجهات النظر والاجتهادات في نشاط التعريف بالإسلام، واستمرار تطوير العمل ونموه وعدم ارتباطه بمؤسسات معينة، وتباين نقاط القوة والضعف بين المؤسسات، مما يؤكد أهمية فرص التكامل ويزيد فرص التعاون، وإطلاع كل مؤسسة أو داعية على الأنشطة القائمة والإنجازات لكل جهة. وتطرق العلي إلى ميادين مقترحة للتعاون منها الخطط والاستراتيجيات المشتركة، والدراسات المشتركة لمعرفة وتحديد أولويات حاجة الساحة الدعوية باختلاف الأماكن وتنوع المستهدفين، والمعوقات والمشاكل التي تعترض النشاط الدعوي، إلى جانب تأليف وإعداد ومراجعة المواد والمراجع العلمية وتسويقها وتوزيعها، وعدم وضع قيود على نشرها، واختيار وتزكية وتأهيل وإعداد الدعاة، ووضع المعايير والضوابط لنشاط التعريف بالإسلام، وتدريب القائمين على المؤسسات الدعوية والعاملين فيها، وتبادل الخبرات الدعوية والإدارية بين العاملين، وتنفيذ المشاريع والبرامج المشتركة، وإنشاء وحدة مركزية تنسيقية جامعة للجهات المهتمة بالتعريف بالإسلام، وإنشاء بوابة إلكترونية لتكون مظلة ومرجعية إلكترونية جامعة للتواصل وتبادل الأخبار والمعلومات لنشاط التعريف بالإسلام وحول نفس المحور تحدث الشيخ مهدي بن إبراهيم مبجر عضو المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بشرق جدة أشار فيها بأن عوامل القوة في الحياة العملية، ووسائل النجاح الهامة جداً في الحياة الدعوية، وعليه المعول في سلامة البنيان الاجتماعي من التصدع، مبيناً بأن من أهم مجالات التعاون في التعريف بالإسلام المجال العلمي؛ لأنه القاعدة الأساس لكل تعاون بناء يخدم هذا الدين ويعرف بمكانته في نفوس الآخرين بل في نفوس أبناء هذه الأمة الذين شغلتهم المدنية الحديثة عن الجدية في حياتهم ، والواقعية في تفكيرهم. كما تطرق الشيخ مبجر إلى الجانب التربوي مشيراً إلى أن هذا الجانب مهم جداً إذ أنه يعنى بالنشأة من بنين وبنات وتأتي هذه الأهمية من واقع الناس وما أحدث لهم في هذا العصر؛ فقد قام ربان التجارة, وحداة الهوى ورعاة الرذيلة بملء حياة الناس على اختلاف شرائحهم ومستوياتهم الثقافية والعمرية بل والمكانية بحيث لم يبق لأحد غيرهم مساحة من الوقت ليدخل إلى عقولهم فيرشدها إلا أن يكون بديلاً لكون الجمع غير ممكن، وأشار في حدثه إلى الجانب الاجتماعي ودور الهيئات والمنظمات الإسلامية في هذا المجال ذو أهمية بالغة في التعريف بالإسلام ونبي الرحمة عليه الصلاة والسلام ؛ لأن المجتمعات التي حرمت من نعمة الإسلام تعيش عوزاً كبيراً فيما يتعلق بالآداب الاجتماعية فإذا عرض لهم نظام الأسرة في الإسلام بجميع أطرافها ، وأحكام الجوار، والحقوق الشخصية والعامة؛ من خلال المصالح العامة والخاصة ،وكيف تراعى ومتى ،ونبذة عن أحكام الجنايات وثمارها العاجلة والآجلة ! علموا أنهم أمام نظام فريد محكم لطيف، واكتشفوا فقرهم وحاجتهم لهذا النظام العظيم. أما الجلسة الثانية والتي أدارها الشيخ عبدالله بن إبراهيم المسفر فتحدث فيها الشيخ جمال بن ناصر الشطي من جنة التعريف بالإسلام بالكويت بعنوان "الشراكة في العمل الخيري" أوضح فيها بأن مفهوم الشراكة يعتبر مفهوماً حديثا, ويتميز بالتشارك والتفاعل التواصلي والمقاسمة وتبادل المصالح والمنافع وتطرق الشطي إلى أهمية الشراكة لاسيما في خلق تواصل بين الجمعيات والفاعلين الاجتماعيين والشرعيين والتربويين والاقتصاديين وغيرهم في أفق تكثيف الجهود لتدبير أفضل للمؤسسات، والحد من تداخل وتنازع الاختصاصات بين الفاعلين. وعدد الشطي مزايا الشراكة في العمل الخيري ومنها تبادل الخبرات والتكنولوجيا بين المؤسسات، واكتساب المزيد من الخبرة، ومساعد العلى تخفيف العبء على الميزانية إلى جانب الإنتاج بتكاليف منخفضة، والحصول على امتيازات وإجراءات تفضيلية في هذه الدول لا يمكن أن تحصل عليها في بلدانها الأصلية، وسهولة اكتساب الأسواق المحلية والحصول على المواد الأولية واليد العاملة الرخيصة، وتشجيع المساهمة المحلية إلى جانب الشريك خارج البلد ، وهذا في الواقع يمثل ضمانا لهذا الأخير وتقليلا للمخاطر. كما تحدث الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله المهنا عضو المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بوسط بريدة بعنوان "نماذج مشابهة لتعاون مؤسسي خارج مجال التعريف بالإسلام يمكن الاستفادة منها.. نماذج لتعاون مؤسسي يمكن الاستفادة منه" أوضح فيها أهمية التعاون بين المؤسسات في تطوير الكوادر البشرية من خلال التدريب، والتعاون بين المؤسسات الخيرية والمراكز الاجتماعية المنتشرة، والتعاون بين المؤسسات في مجال المطبوعات، والتعاون بين المؤسسات بالاستفادة من المحاضرات والندوات، والتعاون بين المؤسسات في المجال الإداري. وشدد المهنا على ضرورة تعاون المكاتب والمؤسسات الدعوية في تنمية كوادرها البشرية من خلال الدورات والمحاضرات وغيرها، والاستفادة أيضاً من الجهات الحكومية التي تدعم تطوير الكوادر، والاستفادة من التعاون مع المراكز المنتشرة والقائمة في المناطق والأحياء وذلك في مجال الدعوة والتعريف بالإسلام، وضرورة مشاركة المؤسسات مع بعضها البعض في إنتاج المطبوعات والإصدارات الصوتية والمرئية لخفض التكاليف والحصول على أفضل إخراج، مشيراً إلى إمكانية تعاون المؤسسات على نطاق الخليج أو أوسع من ذلك في مجال المشاركة في المحاضرات والاستفادة منها، وإمكانية مشاركة المؤسسات لبعضها في الأنظمة الإدارية المتطورة وذات النفع من خلال إيجاد ربط الكتروني أو لجنة مشرفة على ذلك. وتتواصل صباح اليوم (الخميس) جلسات ولقاءات الملتقى، والذي يظم نخبة من الهيئات المهتمة بالتعريف بالإسلام من مختلف دول الخليج العربي وبمشاركة ما يزيد عن 100 مشارك حيث تقام الجلسة الثالثة والتي يديرها الدكتور جمعان بن أحمد الزهراني حول أفكار مبتكرة للتعريف بالإسلام ويتحدث فيها الشيخ إسحاق بن راشد الكوهجي عضو مركز اكتشف الإسلام بالبحرين حول سلسلة اكتشف الإسلام الوثائقية، كما يتحدث الشيخ نوح بن ناصر القرين عضو المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بالبطحاء حول مشروع "هدية عالم"، وفي الجلسة الرابعة والأخيرة والتي يديرها الشيخ عبدالرحمن بن عبدالعزيز الصيفي يتحدث الشيخ محمد بن علي الغامدي من مركز قطر الثقافي الإسلامي "فنار" حول "مركز قطر للتعريف بالإسلام"، ويتحدث الدكتور محمد بن عبدالله باحاذق من مجموعة زاد بعنوان "بيان أهمية الأفكار وأثرها في الدعوة إلى الله". وضمن الفعاليات تقام دورة تدريبية يقدمها فضيلة الدكتور يحيى بن إبراهيم اليحيى الأمين العام للهيئة العالمية للتعريف بالإسلام بعنوان العمل التطوعي. كما يقدم معالي الشيخ صالح بن عبدالرحمن الحصين، الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي محاضرة بعنوان "مفهوم التسامح وأثره في التعريف بالإسلام". وأوضح الأمين العام للهيئة الدكتور يحيى اليحيى أن اللقاء يهدف لتحقيق التعارف بين الجهات وتأسيس أرضية للشراكة والتعاون والتنسيق بينها، وتبادل المعلومات والخبرات وإقامة المشاريع والبرامج المتخصصة للتعريف بالإسلام. يُشار إلى أن الهيئة العالمية للتعريف بالإسلام، هي إحدى هيئات رابطة العالم الإسلامي، وتتمتع بشخصية اعتبارية مستقلة، وتتمثل مهمتها في التعريف بالإسلام، ودعم مناشطه مادياً ومعنوياً في المناطق المحتاجة من العالم، وإيضاح صورته النقية بمنهج واضح المعالم، ومقرها الرئيسي بالمدينةالمنورة ولها فروع في كلاً من الرياضوجدة، وهي تُعد هيئة عالمية تعرف بالإسلام وتبرز محاسنه عبر فرق عمل مؤهلة وبرامج علمية وإعلامية مبتكرة تخاطب كل فئة بما يناسبها، وتسعى إلى نشر رسالة الإسلام الخالدة إلى العالم بمختلف اللغات، والذب عن الإسلام والدفاع عنه في كافة الميادين، والتعريف بمحاسن الإسلام، ونشر الصورة الصحيحة عنه في المجتمعات الإسلامية وغير الإسلامية وباللغات المختلفة، والعمل على تحقيق رسالة الإسلام في نشر الأمن والسلام والبناء الحضاري وحفظ حقوق الإنسان.