عرض التلفزيون الحكومي المصري لقطات لعودة الرئيس المصري حسني مبارك الى بلاده يوم السبت حيث حطت طائرته في مطار شرم الشيخ ليستأنف مهامه الرئاسية بينما يتعافى من جراحة استئصال الحوصلة المرارية أجراها في ألمانيا. ونقلت التغطية الحية لعودة مبارك (81 عاما) لقطات للرئيس وهو ينزل من باب الطائرة على سلم متحرك ويسير خطوات معدودة ليصافح المسؤولين الحكوميين وكبار رجال الجيش الذين حضروا للترحيب به بعد غيابه لثلاثة أسابيع وهي أطول مدة يغيب فيها عن البلاد منذ تولى الرئاسة قبل حوالي 30 سنة. وقال مذيع التلفزيون الحكومي المصري ان الرئيس مبارك وصل الى مطار شرم الشيخ الدولي بعد "رحلة علاجية ناجحة." وقال مسؤول حكومي مصري ان مبارك الذي سلم سلطاته قبل مغادرته البلاد لرئيس وزرائه أحمد نظيف سيستعيد سلطاته بمجرد عودته الى مصر. وأدى غياب مبارك الى اهتزاز الاسواق المالية المصرية واشعال غياب اليقين السياسي اذ أعاد الى أذهان المصريين أن الرئيس الذي يتولى السلطة في البلاد منذ 30 عاما تقريبا لم يعين نائبا له. وانخفضت الأسهم في البورصة المصرية بشكل كبير في الايام التي أعقبت الجراحة التي أجريت لمبارك في السادس من مارس اذار لازالة أنسجة حميدة قبل أن تعاود الاستقرار بعد بث صور له وهو جالس يتحدث مع الاطباء. وقال عبد العزيز الحسيني المنسق الاعلامي لحركة كفاية لرويترز " مصر تشهد حالة من عدم استقرار بشكل دائم وغياب الرئيس خاصة للعلاج واجراء عملية جراحية زاد من حالة القلق لكن عودة الرئيس مبارك بعد ظهر اليوم سوف تعيد جزءا من الثقة والاستقرار." ولم يقل مبارك ما اذا كان يعتزم ترشيح نفسه لفترة رئاسة سادسة تستمر ست سنوات في انتخابات الرئاسة المقررة عام 2011 . وعلى الرغم من أن نجله جمال يوصف على نطاق واسع بأنه مرشح ينفي كل من مبارك وجمال وجود خطط لتوليه الرئاسة. وقال المحلل السياسي المقيم في منفى اختياري بالولايات المتحدة سعد الدين ابراهيم "السؤال هو ماذا سيحدث الآن بعد عودة مبارك. هل سيعين أخيرا نائبا للرئيس في أعقاب غيابه لاسباب صحية.." وحث مبارك على "منح المصريين نوعا من الطمأنينة." ومن المرشحين المحتملين لخوض لانتخابات الرئاسة المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي الذي قوبل يوم الجمعة في أول ظهور علني له منذ عودته الى مصر الشهر الماضي بهتافات "أنت الأمل" بعد صلاة الجمعة. وقال ماركوس يوخلر الطبيب الالماني للرئيس المصري في بيان ان الرئيس تعافى من الجراحة لكنه يحتاج الى المزيد من الراحة. "الرئيس تعافى تماما.. وفي كل الاحوال.. أوصيت بأن يواصل الرئيس الراحة بعد عودته لبلاده خلال الاسبوعين المقبلين قبل أن يعود تدريجيا لنشاطه التام المعتاد." وكان من بين المسؤولين الذين رحبوا بمبارك لدى عودته أحمد فتحي سرور رئيس مجلس الشعب ومحمد حسين طنطاوي وزير الدفاع وأحمد الطيب شيخ الازهر والبابا شنودة الثالث. ورافق الرئيس مبارك لدى عودته قرينته سوزان مبارك ونجلاه جمال وعلاء.