- القاهرة - إبراهيم بسيوني - تشهد مدينة بور سعيد شمال شرقي مصر، لليوم الثالث على التوالي، عصيانا مدنيا، وقال مراسل "سكاي نيوز عربية" إن هناك استجابة شبه كاملة لدعوات العصيان المدني. ويأتي استمرار العصيان رغم قرارين للرئيس محمد مرسي، كان من المتوقع أن يعملا على تهدئة الموقف. وأشار مراسلنا إلى أن أغلب المحلات التجارية والمنشلآت الحكومية أغلقت أبوابها واوقفت خدماتها، وانضم عدد كبير من الموظفين والعمال إلى مظاهرات جابت شوارع المدينة قبل أن تتوقف أمام مبنى المحافظة في المدينة. وأوضح المراسل أن المواطنين مصرون على العصيان المدني"، ورفعوا شعارات من بينها "إسقاط مرسي"، وطالبوا ب"حقوق الشهداء" الذي لقوا حتفهم في 26 يناير الماضي بعد صدور أحكام بالإعدام بحق ما بت يعرف ب"مذبحة ملعب بور سعيد" في فبراير من العام الماضي. وطالب المتظاهرون أيضا بإعادة تشغيل المنشآت التجارية والاستثمارية في المدينة، والتي توقفت عن العمل منذ أكثر من 10 سنوات، عقب محاولة اغتيال تعرض لها الرئيس السابق محمد حسني مبارك خلال زيارته للمدينة. وشارك في المظاهرات شباب "الألتراس"، وأهالي ضحايا الأحداث الأخيرة، مرددين شعارات مطالبة برحيل الرئيس المصري محمد مرسي. وتوقفت المظاهرات أمام أحد المباني التابعة للمحافظة، حيث طالبوا بإخراج الموظفين العاملين بالمبنى، ووقف العمل، وهو ما تم الاستجابة له. وكثفت قوات الجيش تواجدها عند مداخل المدينة، وفرضت طوقا على الطرق الرئيسية فيها، وعند تقاطعات الميادين والشوارع الرئيسية، وأمام مبنى المحافظة ومديرية الأمن. وشدد قائد الجيش الثالث الميداني اللواء أركان حرب أحمد وصفي على أن قواته لن تتدخل لمواجهة دعوات العصيان المدني. وأكد أن انتشار عدد من دبابات الجيش في بورسعيد، جاء فى إطار ما سماه "تعديل أوضاع القوات"، مؤكدا أن "القوات المسلحة المصرية هي جزء أصيل من الشعب، ولم ولن تكون غير ذلك". قراران لمرسي وقرر مرسي الثلاثاء تقديم مشروع قانون لإعادة تشغيل المنطقة الحرة في مدينة بورسعيد، وتخصيص جزء من عائدات قناة السويس لتنمية مدن القناة الثلاث (بورسعيد والإسماعيلية والسويس). وقال بيان لرئاسة الجمهورية إن مرسي قرر "تقديم مشروع قانون لمجلس الشورى بإعادة تشغيل المنطقة الحرة ببورسعيد"، وأضاف البيان أن مرسي قرر "تخصيص 400 مليون جنيه سنويا من عوائد قناة السويس لتنمية محافظات القناة الثلاث وخلق فرص عمل جديدة للشباب". واعتبر البيان أن "تلك الحزمة من الإجراءات والقرارات لمدن القناة تشكل مقدمة لتطوير قطاعات جغرافية أخرى لا تقل أهمية مثل سيناء والصعيد ومطروح والنوبة". وسقط نحو 40 قتيلا في نهاية يناير الماضي في اشتباكات عنيفة بين الشرطة وأهالي بورسعيد بعد صدور أحكام بالإعدام على 21 متهما أغلبهم من أبناء المدينة، بتهمة قتل 72 من جماهير النادي الأهلي في "مذبحة بورسعيد". إلا أن اهالي بورسعيد يعتقدون أن وزارة الداخلية هي المسؤولة عن هذه المجزرة الدامية ويؤكدون أنهم أبرياء من دماء مشجعي الأهلي