- حسن الشهري - كشف تقرير نشرته مصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات على موقعها عن تناقص خصوبة السعوديين خلال الأعوام التي تناولها التقرير من 2004 وحتى 2010. حيث بلغ معدل الخصوبة لدى السعوديين ذروته في 2004 عند الرقم 3.6 , ثم بدأ بالتنازل كل عام عن الذي سبقه بالترتيب على النحو التالي 3.53 في 2005 ,3.46 في 2006 , 3.39 في 2007 ,3.31 في 2008 , 3.24 في 2009 , ليصل إلى أدنى مستوياته في 2010 عند الرقم 3.17 . وتبين أن معدلات الخصوبة لدى غير السعوديين تناقصت من 2004 وحتى 2010 ولكن بنسب أقل من التناقص لدى السعوديين. حيث بلغ معدل الخصوبة 2.4 في 2004 ليتناقص على الترتيب ويصل إلى أدنى مستوياته في 2010 عند الرقم 2.31 بفارق 0.86 عن معدل الخصوبة لدى السعوديين في العام نفسه. وبناء على تناقص معدل الخصوبة أتت مؤشرات التوالد أيضا في تناقص لدى السعوديين و المقيمين حيث بلغ معدل التوالد في 2004 لدى السعوديين 1.76 ليواصل انخفاضه في الأعوام الست اللاحقة ويصل إلى أدنى مستوياته في 2010 عند الرقم 1.55. بينما وصل معدل التوالد لدى غير السعوديين في 2004 عند الرقم 1.17 متأخرا بفارق 0.59 عن معدل التوالد لدى السعوديين في العام نفسه,و مواصلا هبوطه حتى وصل إلى أدنى مستوياته في 2010 عند الرقم 1.13 متأخرا ب 0.42 . و رجح دكتور علم الاجتماع حماد الحمادي أن تكون تناقص معدلات الخصوبة لدى السعوديين في الأعوام الأخيرة عائدة لأسباب اقتصادية واجتماعية خاصة بعد انتهاء جيل من الأسر الممتدة وتكون المجتمع المدني الحالي من الأسرة النواة. ما يجعل الأب مسؤولا بشكل كامل ودقيق على كل مصروفات الأبناء باستقلال تام عن مساعدة العائلة. وقال في تصريح : لا أعتقد أن هناك عقبة صحية تسبب هذا الانخفاض في الخصوبة وبالتالي في عدد المواليد لأن أغلب الأعراض والجوانب الطبية لها علاجها الذي يخفف بنسبة كبيرة من حدة المسألة, لكن الجوانب الاجتماعية والاقتصادية المؤدية لهذا التدني لا يمكن حلها بسهولة, فالطفل الآن يكلف ماديا أكثر بكثير مما يكلفه الطفل سابقا لعدد كبير من الأسباب من ضمنها التعليم, والأسر معظمها يعيش في وضع الأقساط والديون, إضافة إلى أن زيادة نسبة العاملات من الأمهات السعوديات جعلت من الصعب عليهن أن ينجبن في فترات متقاربة". وعلى الصعيد ذاته فضل الحمادي أن يسمي ميل المجتمع السعودي إلى ما يعرف ب (تحديد النسل) تنظيم النسل ذاكرا أنه يأتي في سياق إيجابي إذا اشتملت الأسرة على أربع إلى ست أطفال، غير أن استمرار التناقص خطير على المدى الطويل إذا أصبح لكل أسرة طفلين وقتها تتعادل نسبة كبار السن وصغار السن وهو ما يفقد مجتمعنا صفة المجتمع الشاب. إضافة إلى أن كل ما يعد حاليا من خدمات مجتمعية للشباب قد يصبح أقل فائدة. ولم يقلل الحمادي من أهمية الأسباب الصحية التي تخلق قلقا حقيقيا لدى المجتمع من مسألة العجز الجنسي والتي أبرزها انتشار مرض السكر بنسبة كبيرة. (نشرته الجزيرة )